Accueilالاولىمحمد اليوسفي** يتساءل ان كانت الوطنية معيارا لمهنة الصحافة

محمد اليوسفي** يتساءل ان كانت الوطنية معيارا لمهنة الصحافة

ليس من حق أي صحفي ان يزعم أنه وطني أكثر من زميل آخر له. الوطنية ليست معيارا من معايير المهنة الصحفية والا علينا العودة مجددا لتعلم أبجديات ومبادئ وقيم الصحافة المهنية والمستقلة.أخلاقيات المهنة الصحفية معلومة وبالامكان الولوج لموقع الاتحاد الدولي للصحفيين للإطلاع عليها. الوثيقة أنجزت في نسختها الجديدة في تونس سنة 2019 وهي ملزمة لجميع العاملين في القطاع في كل أنحاء العالم . دور الصحفي السعي إلى الحقيقة وليس من حقه أن يتحول إلى بوق دعاية لأي طرف سياسي كان.الدخول في متاهة ادعاء الوطنية بالنسبة للفيف من الصحفيين لتبرير سياسة تحريرية ما يعد منعرجا خطيرا لا يجب التطبيع معه.

بمنطق هؤلاء هل يمكن اعتبار صحفيين مرموقين مثل بوب ودورد او سيمون هيرش او ادوي بلونال انهم غير وطنيين حينما كشفوا فضائح وتجاوزات قام بها رؤساء دولهم في الولايات المتحدة وفرنسا. هل ان كشف فضيحة سجن ابو غريب يعد عملا صحفيا لا وطني؟هل يمكن اعتبار الحقائق التي كشفها تحقيق واترغايت الشهير سلوكا صحفيا غير وطني؟ هل يمكن اعتبار تحقيقات ميديا بارت في فرنسا ممارسة غير وطنية ضد الشعب وقيادة الدولة الفرنسية؟ارجو ان لا يسقط الكثير من الصحفيين في هذا المطب الخطير الذي لا أساس مهني أو أخلاقي له. السقوط في هذا المطب هو إعلان رسمي عن تخلي الصحفي عن مسؤوليته الاجتماعية والأخلاقية وركوب لموجة الغوغاء والشعبوية.لا يجب تحويل الأخطاء المهنية إلى قواعد مفروضة فرضا وهي في الحقيقة مجانبة للصواب ولكل مواثيق الشرف ومدونات السلوك الاعلامية.الوطنية في الممارسة الصحفية هي أدلوجة تافهة لا سند لها من حيث معايير المهنة. لهذا لا يمكن أن نعيد اختراع العجلة في هذا المجال. ملاحظة : ليس المقصود من هذه التدوينة صحفي أو صحفية بعينها. أكن الاحترام والتقدير لكل الزميلات والزملاء بما في ذلك الذين يناصرون بشكل فج قيس سعيد او عبير موسي او النهضة او أي طرف سياسي كان.كلنا عرضة للأخطاء لكن الأهم هو التدارك والإصلاح لا التشبث بمواقف وممارسات لا مرجعية لها.

محمد اليوسفي كاتب صحفي كاتب  وباحث في التاريخ المعاصر

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة