في مقالته الأخيرة بعنوان “نتنياهو انتهى”، يلقي الصحفي الأمريكي البارز سيمور هيرش نظرة ناقدة على مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
اذ يتنبأ هيرش، نقلاً عن مصدر مطلع داخل الدوائر السياسية الإسرائيلية، بأن ولاية نتنياهو قد تستمر إلى أن تنتهي الصراعات الجارية، وربما ليس أكثر من شهر أو شهرين آخرين ـ وهو التطور الذي ينذر بتغييرات كبيرة في القيادة الإسرائيلية.
كما يتعمق مقال هيرش المضيء في الشبكة المعقدة لما يسمى “عقيدة بيبي” التي يتبناها نتنياهو، وإيمانه بالقدرة على السيطرة على حماس، والتداعيات العميقة لهذه القناعة على الأمن الإسرائيلي.
هيرش أفاد من جهة أخرى بأن السلطات الإسرائيلية تبحث قطع المياه والغذاء والكهرباء عن غزة، عوضا عن اقتحام القوات الإسرائيلية للقطاع.
وقارن الصحفي الأمريكي، هذا الخيار بحصار القوات الألمانية لمدينة لينينغراد خلال الحرب الوطنية العظمى .
وأعرب هيرش، نقلا عن إسرائيليين لم يذكر أسماءهم يعيشون في الخارج والذين عملوا في “المشروع السري” واحتفظوا بعلاقات مع “زملاء سابقين” في إسرائيل، عن شكوكه حول الاستعداد القتالي للقوات البرية الإسرائيلية، التي قامت على مدى سنوات بتنفيذ مهمات “حراسة” في الضفة الغربية، أما في القطاع فستضطر لخوض قتال عنيف في شوارع مدن القطاع المزدحم بالسكان، يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة.
وقال هيرش: “أما بالنسبة للهجوم البري، فقد أخبرني أحد المطلعين على بواطن الأمور أن هناك بديلا وحشيا يجري النظر فيه. ويمكن وصفه بأنه نموذج لينينغراد، في إشارة إلى المحاولات الألمانية لتجويع المدينة المعروفة الآن باسم بطرسبورغ خلال الحرب العالمية الثانية. يجري النظر في الاستمرار بمحاصرة غزة وقطع عنها الكهرباء والإمدادات الغذائية وغيرها من الإمدادات الأساسية. تؤكد بعض المصادر أن حركة حماس الحاكمة في غزة لديها إمدادات من مياه الشرب النقية تكفي لمدة يومين إلى ثلاثة أيام وهي تواجه بالفعل نقصا في الغذاء. وفي مرحلة ما، يمكن لإسرائيل التفاوض على إطلاق سراح بعض السجناء الإسرائيليين – النساء والأطفال – مقابل الغذاء والماء”.
ولفت هيرش الانتباه إلى أن الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، رغم اعترافها بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، تدعوها إلى الالتزام بـ “قواعد الحرب”.
السبت الماضي، أطلقت حماس عملية “طوفان الأقصى” تم خلالها إطلاق آلاف من الصواريخ من قطاع غزة، وتنفيذ عمليات نوعية تضمنت اقتحام عدة مستوطنات في غلاف غزة وجرت اشتباكات حرب شوارع بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، التي ردت بإطلاق عملية “السيوف الحديدية” وشنت غارات جوية عنيفة على قطاع غزة.