Accueilالاولىتأجلت مرتين : ماذا وراء زيارة وزير الخارجية الروسي الى تونس

تأجلت مرتين : ماذا وراء زيارة وزير الخارجية الروسي الى تونس

تونس – أخبار تونس

عشية وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى تونس في زيارة رسمية ستستمر ليومين أعلنت المفوضية الأوروبية عن عن حصول اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتونس على برنامج مساعدات بقيمة 150 مليون يورو يهدف

إلى دعم الجهود التي تبذلها الحكومة التونسية لتعزيز انتعاش الاقتصاد من خلال تحسين إدارة المالية العامة ومناخ الأعمال والاستثمارات.

ووفق ما أعلنت المفوضية الأوروبية الاربعاء، يندرج هذا الدعم المالي في إطار مذكرة التفاهم المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وتونس بعاصمة الأخيرة في 16 الماضي، والتي تتضمن خمس ركائز: استقرار الاقتصاد الكلي، الاقتصاد والتجارة، التحول إلى الطاقة الخضراء، التقارب بين الشعوب، والهجرة والتنقل.

ويندرج البرنامج الذي تمت الموافقة عليه اليوم في إطار الركيزة الاولي وسيدعم ميزانية الدولة التونسية عبر تحويل مالي مباشر من الاتحاد الأوروبي إلى الخزانة التونسية لدعم جهودها “لتحقيق نمو اقتصادي مستقر وشامل لصالح مواطنيها”.

وأكدت المفوضية أن الاتحاد الأوروبي وتونس يظلان “مصممين على التعاون من أجل التنفيذ المتزامن للركائز الخمس لمذكرة التفاهم ومواجهة التحديات المشتركة بروح من التضامن والاحترام المتبادل والشراكة المتساوية”.

وهذا التحرك المفاجئ جاء بعد سبات عميق استمر لأسابيع طويلة بعد رفض تونس استقبال وفد أوروبي اضافة الى اعادة 60 مليون يورو الى خزينة الاتحاد الأوروبي وعلى اثر ذلك تصاعدت التحذيرات خاصة من قبل الايطاليين وفي اكثر من مناسبة من استغلال الروس للوضع التونسي وللبرود الذي تمر به العلاقة بين تونس والاتحاد الأوروبي لايجاد موطئ قدم في المنطقة .

ويبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التونسي نبيل عمار سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خلال الزيارة التي يؤديها اليوم الأربعاء إلى تونس قادما من مراكش المغربية، حيث شارك في منتدى التعاون العربي الروسي في دورته السادسة.

وتشهد العلاقات بين موسكو وتونس تطورا لافتا، فيما تسعى موسكو إلى تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية عبر الدخول في شراكات اقتصادية في مختلف القطاعات بهدف كسر عزلتها الدولية وإيجاد منافذ لأزمتها الاقتصادية الناجمة عن العقوبات المفروضة عليها بسبب حربها ضد أوكرانيا. 

وأفادت وزارة الخارجية التونسية اليوم الأربعاء بأن “زيارة لافروف إلى تونس تأتي في اطار تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات وتطوير نسق المبادلات التجارية البينية واستكشاف إمكانات جديدة للشراكة المثمرة”، وفق وكالة تونس أفريقا للأنباء الرسمية.

وأشارت إلى أن “العلاقات بين البلدين تتميز بعراقتها حيث سارع الاتحاد السوفييتي سابقا بالاعتراف باستقلال تونس وتمت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتاريخ 11 أوت 1956″، لافتة إلى أن التعاون يشمل عديد القطاعات من بينها التجارة والسياحة والنقل والجمارك بالإضافة إلى الثقافة والرياضة.

وارتفعت الواردات التونسية من روسيا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2023 بنحو 64 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2022، فيما شكلت الحبوب والأسمدة والنفط الخام والغاز الطبيعي أهم واردات البلد الواقع في شمال أفريقيا.

وركزت الزيارة التي أداها وزير الخارجية التونسي إلى موسكو في سبتمبر الماضي على إمدادات الحبوب وكشف عمار خلال مؤتمر صحفي عقده مع لافروف أنه تم إيصال الدفعة الأولى إلى تونس، مؤكدا أن “كل مجالات التعاون مع روسيا مفتوحة”، قائلا “نحن نتعاون في جميع المجالات ولا توجد استثناءات أو عوائق أمامنا للمضي قدما”.

وتستهلك تونس سنويا 3.4 مليون طن من الحبوب موزعة بين 1.2 مليون طن لكل من القمح الصلب واللّين ومليون طن شعير، وفق بيانات ديوان الحبوب الحكومي، فيما تعتبر روسيا المصدر الأول لواردات تونس من هذه المادة الأساسية.

ويشهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورقة الحبوب لتعزيز نفوذ بلاده في أفريقيا وأكد في وقت سابق أن “بلاده تعمل على إعداد اتفاقيات لإنشاء مناطق تجارة حرة مع 4 دول في شمال القارة الأفريقية من بينها المغرب وتونس والجزائر”.

وتشهد العلاقات التونسية الروسية زخما في الوقت الذي تمرّ فيه العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي بمرحلة من البرود نتيجة تأخر التكتل في تفعيل كافة بنود مذكرة التفاهم بشأن كبح تدفق المهاجرين غير الشرعيين، بهدف المساعدة في إنعاش الاقتصاد التونسي ودعم موازنة الدولة.

وفي فيفري الماضي كشفت وسائل إعلام تونسية ودولية عن قيام السلطات التونسية بـ”تأجيل” زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التي كانت مقررة في الخامس من فيفري الجاري، مشيرة إلى أن سبب التأجيل يتعلق بـ”ضغوط أمريكية”.

ونقلت وسائل اعلام محلية عن “مصادر موثوقة” من وزارة الخارجية تأكيدها قيام السلطات التونسية بتأجيل زيارة لافروف، حيث بررت الدبلوماسية التونسية هذا الأمر بأن “الوضع الأمني لا يسمح بهذه الزيارة في الوقت الحالي”.

فيما اعتبر مراقبون أن سبب التأجيل ربما يعود لضغوط مارستها واشنطن على الرئيس قيس سعيد، الذي قالوا إنه يرغب بالابتعاد عن المعسكر الروسي والاصطفاف وراء المعسكر الغربي.

كما أكد موقع “أفريكا إنتليجنس” تأجيل زيارة لافروف إلى تونس التي كانت مقررة في بداية فيفري 2023 إلى أجل غير مسمى، دون توضيح الأسباب، مشيرا إلى أنها المرة الثانية التي يضطر فيها وزير الخارجية الروسي إلى إلغاء زيارته إلى تونس، حيث كان يعتزم زيارة تونس والمغرب في ماي 2022، لكن الزيارة ألغيت بعد مشاركة وزيرين من البلدين في اجتماع لحلف الناتو، ناقش الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة