فتحت المديرية العامة للضرائب، بالتنسيق مع فرع الأنتربول في الجزائر، شهر فيفري الماضي، تحقيقا بالغ السرية حول عملية غسيل أموال متأتية من الفدية وأموال استثمارات غير شرعية، يملكها أمراء تنظيم القاعدة في الساحل تمت في الجزائر. وقال مصدر أمني إن أقارب أمير تنظيم القاعدة السابق في الساحل، عبد الحميد أبو زيد، استثمرت في شركة وهمية تعاملت مع شركات أجنبية
تلاحق أجهزة أمن ومخابرات دولية أموال أمير القاعدة السابق، أبو زيد عبد الحميد، واسمه الحقيقي غدير محمد، في عدة دول منها الجزائر. ويعتقد أن الأموال التي كان يملكها أبو زيد، الذي قتل في مالي قبل عامين، لا تقل عن 30 مليون أورو وأكثر من 1000 مليار سنتيم جزائري، استثمر جزءا منها عن طريق أحد أقاربه في الجزائر، بينما ما يزال مصير أغلب أمواله مجهولا. وكان صحفي موريتاني قد كتب مقالا أسابيع بعد مقتل أبو زيد، تناول مصير الأموال الضخمة التي خلفها أبو زيد. كما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في ديسمبر 2013 مقالا بعنوان “أين يخفي أمير القاعدة كنزه؟”، أشار إلى أن أبو زيد كان يعيش حياة تقشف رغم أنه جنى أموالا طائلة من تجارة السلاح والتهريب والسيطرة على ممرات تهريب المخدرات وأموال الفدية. وأشار المقال إلى أنه لا أحد يعلم مصير كنز أبو زيد
أما في الجزائر، فإن مصالح الأمن فتحت قبل سنوات تحقيقا حول أموال أبو زيد، وأوقفت بعض أقاربه عام 2011، إلا أن الأموال التي كنزها أبو زيد كانت تستثمر في شركات بعيدا عن أقاربه. وقد تنقل محققون من الأمن، في فيفري 2015، إلى مدينة حاسي مسعود في مهمة سرية، للتحقيق حول تورط شركة خاصة تمتلك عقارات في عاصمة النفط حاسي مسعود. هذه الشركة أسست قبل سنوات قليلة، ولا يوجد أي إثبات لمصدر الأموال الضخمة التي تسيرها، حسب مصدرنا. التحريات كشفت أن مسير الشركة الخاصة على علاقة مباشرة مع أحد أقارب عبد الحميد أبو زيد وهو مسجون في قضية جنائية
وقال مصدرنا إن مسير الشركة كان مكلفا باستثمار أموال الفدية وأموال تجارة السلاح. ويشمل التحقيق شراء الشركة قطعا أرضية بمبالغ ضخمة دون وجود أي مصدر شرعي للأموال، ثم تأجيرها بعد تحويلها إلى مستودعات لشركات أجنبية. وقال مصدر أمني إن المديرية العامة للضرائب فتحت تحقيقين في الموضوع، الأول تركز حول شراء قطعة أرض بمبلغ 12 مليارا قبل أشهر قليلة في حاسي مسعود، حيث تم توثيق عقد الأرض لدى مكتب توثيق يقع خارج ولاية ورڤلة
أما التحقيق الثاني فتم بالتنسيق مع فرع أنتربول في الجزائر، وشمل البحث عن استثمارات لأشخاص مرتبطين بشكل ما بأقارب أبو زيد في عدة ولايات بالجنوب. وقال المصدر الأمني إن تحقيقات مشابهة تتم في الوقت الحالي للبحث عن عشرات المليارات، يستثمرها أمير تنظيم القاعدة الثاني مختار بلمختار. وتشتبه أجهزة مخابرات غربية أن بلمختار وأبو زيد وجمال عكاشة هم من أرباب المليارات، حيث جنى الثلاثة أموالا طائلة من التهريب وأموال الفدية وغيرها من الأنشطة غير الشرعية، يتم استثمارها في تجارة الماس، وفي مشاريع في دول مغاربية تونس والمغرب وليبيا وموريطانيا