Accueilالاولىتوقفوا عن الخزعبلات : ما علاقتكم ببورقيبة والبورقيبية

توقفوا عن الخزعبلات : ما علاقتكم ببورقيبة والبورقيبية

بعد سبات استمر  نحو 23 سنة  استفاق  عدد كبير من الزعماء السياسيين ليكتشفوا مجددا الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة  ليتحول الى بنزين حملاتهم السياسية والانتخابية

حتى اننا شهدنا صراعات خفية ومعلنة حول أحقية هذا الطرف أو ذاك بالإرث البورقيبي  ولكن نسي هؤلاء جميعا ان يتساءلوا للحظة ماذا بقي من الارث البورقيبي اليوم

فالزعيم الراحل  سعى الى بناء الدولة الحديثة حول عنصرين هامين  نفتقدهما اليوم وهما الصحة والتعليم  فالميزانيات المتعاقبة في عهد بورقيبة  تشهد على ذلك دون جدال

اذ لن تجد قرية تغيب عنها مدرسة ومستوصف مما مكن الدولة المستقلة حديثا من بناء مجتمع متوازن لكل فرد فيه فرصة للتعلم و فرصة للحصول على الحد الأدنى من الرعاية الصحية

كان يفترض ان تتطور  الأمور وينتشر التعليم في ربوع الوطن تعليم عصري يستجيب لطموحات التونسيين والتونسيات

كذلك الامر بالنسبة لتعميم الصحة وتطوير خدماتها

فماذا نجد اليوم بكل بساطة اصبح لدينا تعليم  يسير بسرعتين واحد للفقراء والثاني للمقتدرين والامر نفسه مع الصحة

ووفقا لاستطلاع أجرته سيغما كونسايفي سبتمبر 2015  فإن عدد المسجلين في المدارس الخاصة يعرف حالة من التسارع  اذ انتقل من 24.953 للعام الدراسي 2010/2011 إلى 48.390 في 2014/2015، أي الضعف

 

 

وينقل موقع هافينغتون اعترافا مدويا للسيد  عادل حداد، المدير العام المسؤول عن البرامج والتعليم المستمر في وزارة التربية والتعليم، بجزء من مسؤولية الدولة في التخلي عن النظام العمومي يقول حرفا على حرف  “بالتأكيد عندما تتراكم الإصلاحات الفاشلة، و عندما تكون الطبقات منهارة، فإن المستوى ينخفض. وبالتالي، فإن أولئك الذين يملكون الوسائل، سوف يتجهون نحو التعليم الخاص”

واذا ما انتقلنا الى قطاع الصحة فان الامر سيزداد سوءا

وفقا للاحصاءات الرسمية فان  التونسي اصبح اليوم ينفق  على علاجه خلال المرة الواحدة أكثر من 100 دينارعند مداواة المرض العادي وتصل التكلفة أحيانا الى 400 دينار

وامام  ارتفاع  التكلفة وتراجع مداخيل المواطن التونسي  فقد انتقل العديد من المرضى الى فترة  ما قبل  الاستقلال بالانتقال الى المطبببين والمشعوذين والاعشاب للتداوي بما في ذلك معالجة الامراض الخطيرة التي تتطلب مختصين في الميدان فا لدكتور سامي مروان مختص في أمراض القلب والشرايين بمستشفى شارل نيكول وأستاذ مساعد بكلية الطب بتونس أكد  أن 10% من مرضى القلب والشرايين يتداوون ذاتيا ويكتفون بشراء الأدوية من الصيدليات دون استشارة الطبيب المختص . بالاضافة الى نسبة هامة منهم يتداوون بالأعشاب( بالعربي) وهناك نسبة هامة منهم يتناولون أدوية من طلقاء أنفسهم معتمدين في ذلك على التقليد

هذا هو الوضع اليوم بعد رحيل بورقيبة تعليم منهار وصحة في أسوأ أحوالها

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة