Accueilافتتاحيةالفخفاخ والرقص مع الذئاب

الفخفاخ والرقص مع الذئاب

رغم  محاولات المحيطين  بالسيد الياس الفخفاخ  الرئيس الحكومة المكلف  الحط من منسوب الخلافات التي تشق الحزام السياسي الذي يسعى للتمنطق به  وهو يتوجه للبرلمان للحصول على ثقته  الا ان كل هذه المحاولات  مازالت لم تقنع الا القلة القليلة من الفاعلين السياسيين فضلا عن الشركاء المحتملين .

ونحن نتابع  القصف  المتبادل بين الشركاء المحتملين  بتنا نخشى ان يتحول السيد الياس الفخفاخ الى ذلك الرجل الذي يحاول جمع أوراق الخريف وسط عاصفة هوجاء .

ما لا يراه  المحيطين بالسيد الفخفاخ وربما السيد الفخفاخ نفسه  ان منسوب ثقة  حركة النهضة   في شريكيها التيار الديموقراطي وحركة الشعب نزلت هذه الايام الى الصفر  والعكس صحيح  ويكفي ان نتابع تصريحات قيادات هذه الاحزاب لنفهم ان العلاقة بينهم تنتقل من السيئ الى الأسوأ بلغت الى حد  كيل اتهامات يعاقب عليها القانون  .

نقول هذا دون العودة الى موقف الشريك الاخر المتمثل في ائتلاف الكرامة الذي سطر خطوطا حمراء امام الشريك الخامس تحيا تونس .

وهذا ليس كله  فالاحزاب الثلاثة  حركة النهضة والتيار الديموقراطي وحركة الشعب  يحمل كل واحد منها برنامجا اقتصاديا واجتماعيا مختلفا عن الاخر  فالنهضة هي حزب ليبيرالي براغماتي  والتيار حزب اصلاحي اما حركة الشعب فانها متمسكة بمنطق الدولة الراعية  

ومن اجل ذلك تعمل حركة النهضة  على جلب  حزب قلب تونس الى  ساحة  المشاورات لتضمن لنفسها هامش مريح يقيها من ضغوطات التيار والشعب اللذين عبرا عن رفضهما  لهيمنة النهضة على المشهد الحكومي القادم  وقد حصل ذلك  في اول اختبار للقوة بينهما عندما تمسكت الى اخر رمق بحكومة الحبيب الجبلي ولقنت درسا لم تنساه ونحن نتابع رجع صداه من مداخلات قياداتها كل يوم وهم يذكروننا بما وصفوه  بخيانة ” الثوريين ” لهم

حسابيا  اصبحت حركة النهضة ضمانة  الفخفاخ  الوحيدة  مما دفعها الى مواصلة  الضغط  وجره الى التراجع عن الوعود التي اطلقها في اول ندوة صحفية له عندما اعلن  صراحة ان قلب تونس لن يكون شريكا في الحكومة المقبلة وعدد الأسباب و المسببات

وغاب عن الفخفاخ انه بهذا القرار وضع نفسه  في زاوية حادة   تمنع عنه  أي هامش للمناورة  وسلم جميع أوراقه  لخمسة اطراف لا يجمع بينها أي شيئ   وها نحن نتابع كل يوم كيف تتسع الهوة بينها  ولا يمكن ان نتخيلهم يوما وهم محلقين حول نفس الطاولة يخططون للمستقبل .

السيد الفخفاخ في مأزق كبير  وامامه خيارين اثنين  اما الرضوخ لمطالب حركة النهضة   والمتعلقة اساسا بدعوة قلب تونس للمشاركة في المفاوضات  او تجاهلها والمرور بقوة نحو البرلمان  وهو خيار مفتوح على كل الخيارات الصعبة ولعل اهمها اعادة الانتخابات .

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة