بعد ان قام بخطوة غير مسبوقة في ايران رحب كافة البهائيين في انحاء مختلفة في العالم بما قام به اية الله عبد الحميد معصومي طهراني أحد أبرز رجال الدين بإيران الذي أهدى البهائيين لوحة خط فنية مزخرفة تظهر اية مقتبسة من اثار بهاء الله رسول الدين رباني وتعد هذه الخطوة مغامرة غير محسوبة العواقب في بلد لا يعترف بأي حقوق لحوالي 300 الف ايراني يعتنقون المذهب البهائي اذ يحرمون من الدراسة والعمل في المؤسسات الحكومية الايرانية .
وجاءت هذه الخطوة دعما لاعلان عدد من رجال الدين في العالم الاسلامي عن تبنيهم لقراءة جديدة لمبادئ وتعاليم الدين الاسلامي .
بهائيو تونس الذين لا يعرف عددهم الى حد هذا اليوم رحبوا بدورهم بهذه الخطوة وفي رسالة مشتركة اعدها محمد رضا بالحسين و محمد بن موسى وهما ممثلان للبهائيين في تونس اعتبرا ” ان هذا الخبر يكتسي صبغة خاصة بالنسبة لنا كمواطنين تونسيين وبهائيين ” وجاء في الرسالة التي تلقاها موقع تونيزي تيليغراف ” إنّ الملاحظ المهتمّ يرى أن جموعًا غفيرًة من أهالي تونس – كما من أهالي إيران – ومنهم عدد كبير من المسؤولين، هم اليوم مقتنعون بأنّ ما مررنا به ليس إلاّ ظلمًا صرفًا. ولعلّ ما أبداه اخواننا المواطنون من دعم ومؤازرة، وما أعرب عنه أصحاب الفكر المستنير، والكتّاب والصحفيّون والفنّانون، من شعور بالتعاطف لا ينمّ إلاّ عن سموّ أخلاق شعبنا ونقاء سريرته” ويضيف كاتبا الرسالة ” إنّ إهداء أحد علماء المسلمين لعمل فني في إيران صاغه بنفسه وضمّنه نصّا مقدّسا للدين البهائي لهو تعبير حقيقي كما يقول هو نفسه على “احترام النفس البشريّة، والتعايش السلمي بين البشر، والتعاون والدّعم المتبادل فيما بينهم، ونبذ الكراهيّة والعداوة والتعصّب الدّيني الأعمى”. وحسب بلحسين وبن موسى وهما اطاران ساميان فان هذا الحدث له دلالة خاصّة عندما يكون عالم الدّين هذا من بلد عانى فيه البهائيّون على حدّ قوله “كثيرا في مختلف مناحي الحياة نتيجة التعصّب الديني الأعمى”. وتتضاعف هذه الأهميّة بالنسبة لمواطن تونسي مثلي لأنّ هذا الحدث أعقب المصادقة على دستور الجمهوريّة الثانية في بلدنا الذي ينصّ على حريّة المعتقد والضّمير، وكأنّ ما أتى به هذا العالم الجليل هو رجع صدى لصرخة الحريّة التي أطلقها دستور تونس الجديد. وهو تذكير للهزّات الارتداديّة التي جابت العالم عقب زلزال الثورة في تونس.