بمناسبة العودة المدرسية والجامعية التي ستنطلق الأسبوع القادم توجه الحبيب الصيد برسالة الى التلاميذ والطلبة هذا نصها
يسعدني بمناسبة العودة المدرسيّة والجامعيّة أن أعبّر عن تشجيعي لبناتنا وأبنائنا التلاميذ والطلبة راجيا لهم عودة موفقة إلى المؤسسات التربوية والجامعية حاثّا إياهم على الإقبال على الدراسة والتحصيل لتحقيق أفضل النتائج والإرتقاء في مدارج العلم والمعرفة. كما أتوجّه بالتحيّة والتقدير للأسرة التربويّة الواسعة مثنيا على دورها في الإحاطة بالناشئة وتأطيرها وتجذير المبادئ السّامية والقيم النبيلة لديها والإسهام في الإرتقاء بالمدرسة التونسية إلى المستوى المأمول. وأخصّ بالتحيّة والتقدير العائلات التونسية في كافة ربوع الوطن مكبرا تضحياتها في سبيل تمكين أبنائها من كلّ أسباب النجاح والتفوّق. إنّ بناتنا وأبناءنا وهم يستعدّون للإلتحاق بمقاعد الدراسة في الأرياف والقرى والمدن يظلّون ثروتنا الأساسية التي لا تنضب ورصيدنا الإستراتيجي الذي من أجله تبذل المجموعة الوطنية القسط الأوفر من إمكانياتها وعليه تعوّل لبناء المستقبل وتحقيق الغد الأفضل. ولمّا كان النهوض بمواردنا البشرية يمثل محطّ الرّهان لتحقيق النقلة النوعية المنشودة على كافة المستويات، فإنّ إصلاح منظومة التربية والتكوين والتعليم العالي يبقى إحدى الأولويّات الأساسية التي نعمل على تجسيمها. وسيرتكز الإصلاح على تطوير مناهج ومضامين التعليم الديمقراطي الموحّد في المدارس والإرتقاء بالمؤسسات التربوية بمختلف أصنافها والنهوض بمكتسبات التلاميذ الأساسية وتدعيم ممهّدات التفوق والإمتياز إلى جانب إعادة هيكلة مراكز التكوين المهني وتحسين مردودها. كما ستنصرف الجهود إلى تطوير جودة التعليم العالي بما يمكّن بالخصوص من تطوير الكفاءات التطبيقية وترسيخ ثقافة المبادرة وتحسين تشغيلية خريجي الجامعات التونسية. وتظلّ مسؤولية تطوير المنظومة التربويّة مسؤولية جماعية تتطلب تظافر جهود السلطات العمومية والإطار التربوي وكلّ العاملين في هذا القطاع الحيوي ومكوّنات المجتمع المدني. ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكلّ المساهمين في برنامج صيانة المؤسسات التربوية في مختلف مناطق البلاد مكبرا حسّهم الوطني والمدني.