استعرضت مجلة “نيويوركر” الأمريكية تاريخ الرئيس دونالد ترامب مع العنصرية، بعد تصريحاته المهينة حول المهاجرين من الدول الأفريقية.

ووفقاً للمجلة، نشأ دونالد ترامب بحي كوينز للبيض الأثرياء في نيويورك، ولفت انتباه الجمهور إليه عام 1973، عندما رفعت وزارة العدل دعوى قضائية ضد شركة والده العقارية لرفضها تأجير شقق للأشخاص ذوي البشرة السوداء.

وانتهت القضية، التي نفاها ترامب بشدة، كجزء من دعوى قضائية تقدمت بها وزارة العدل لمنع التفرقة العنصرية في ذلك الوقت.

وعندما امتلك ترامب الكازينوهات في أتلانتيك سيتي، ترك انطباعاً قوياً لدى بعض المدراء أنه لا يحب الموظفين السود.

وذكرت تقارير نشرت عام 2015، أن الرؤساء كانوا يأمرون جميع الأشخاص السود “بالاختباء” عند زيارة ترامب وابنته لأحد المنتجعات.

وفي كتاب عام 1991 نشر جون أر. أودونيل، أحد الموظفين المخضرمين السابقين بكازينو ترامب بلازا في أتلانتيك سيتي بولاية نيوجيرسي، كتاباً عن ترامب تطرق فيه إلى عنصريته اتجاه الموظفين السود.

ونقل أودنيل عن ترامب قوله وهو يحدث عن أحد الموظفين السود: “لم أحب هذا الرجل، لا أعتقد أنه يعرف ماذا يفعل، لا أحب أن يعد الرجال السود أموالي”، وأضاف في عبارة أخرى “أعتقد أنه رجل كسول، وربما هذا ليس خطأه لأن الكسل هو سمة السود”.

وتساءلت المجلة “هل هناك أي شك في أن ترامب ما يزال يتبنى وجهات النظر هذه بعد دخوله البيت الأبيض؟”، وأردفت “بالنظر إلى وصفه هايتي والسلفادور وبعض الدول في أفريقيا بـ(الدول القذرة) خلال اجتماع مع المشرعين في المكتب البيضاوي، يبدو الجواب واضحاً”.

وتابعت “خلال الحملة الرئاسية لعام 2016، وصف ترامب المهاجرين المكسيكيين بأن أكثرهم مجرمين ومغتصبين وتجار المخدرات وما إلى ذلك، كما شكك بالقاضي الاتحادي الأمريكي وأشار إليه بأنه مكسيكي، وسخر من والد أحد الجنود الأمريكيين المسلمين التي استشهد ابنها في الحرب”.

وأردفت المجلة “منذ توليه منصبه، لم يتغير ترامب كثيراً، أو حتى أبداً، فهاجم لاعبي كرة القدم السود الذين ركعوا خلال النشيد الوطني، وزعم أن بعض النازيين الجدد الذين ساروا في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا كانوا أشخاصاً طيبين، وفي حين أن البعض قد يجادل بأن ترامب يقصد بذلك استقطاب تصويت الطبقة البيضاء الساخطة، لا يمكن تطبيق مثل هذا المنطق على تصريحاته في الاجتماعات الداخلية، حيث قال أن المهاجرين القادمين من نيجيريا، فور مشاهدتهم للولايات المتحدة، لن يعودوا إلى أكواخهم!”.

وتابعت “وآخر تصريحات ترامب الفظيعة كان (دول القذارة)، خلال وصف المهاجرين الذين لا يحملون وثائق والذين آتوا من دول فقيرة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولعل محاولات ترامب إلغاء هذا النظام من الهجرة تهدف إلى جذب أصوات المحافظين في الكونغرس”.

وبدلاً من إنكار أن ترامب لهذه التصريحات، أرسل نائب السكرتير الصحافي الرئيسي في البيت الأبيض راج شاه، وهو أمريكي هندي، في محاولة إلى اظهار التنوع داخل إدارته.

وقال راج شاه في بيان “الرئيس ترامب يكافح من أجل التوصل إلى حلول دائمة تجعل بلادنا أقوى من خلال الترحيب بمن يسهمون في مجتمعنا ونمو اقتصادنا ويستوعبوا أمتنا العظيمة”، في إشارة إلى أن المهاجرين من أماكن مثل السلفادور وهايتي وليبريا وسيراليون لمن يتمكنوا من أن يصبحوا مواطنين أمريكيين منتجين.

ووفقاً للمجلة، أظهر بيان المكتب أن التحيزات العنصرية العميقة تمتد إلى ما وراء المكتب البيضاوي إلى أجزاء أخرى من البيت الأبيض، ورغم ذلك ينبغي أن يبقى التركيز على الجاني الرئيسي بدلاً من المبررات.

وفي صباح الجمعة، كتب ترامب: “كانت اللغة التي استخدمتها في اجتماع داكا قاسية، ولكن لم تكن هذه العبارة المنتشرة هي اللغة المستخدمة”.

وفي تغريدة لاحقة، قال: “لم أقل شيئاً مهيناً عن هايتي غير وصفها بحقيقتها، هي بلد فقير جداً ومضطربة”.

وختمت المجلة بقولها “في كثير من الأحيان يمكن إيقاف أو تجاهل خطاب العداء والكراهية، لكن مع ترامب الأمر مختلف، المشكلة تكمن بكونه الرئيس والسياسيين الآخرين لا يملكون خياراً سوى التعامل معه، كما أنه يتكلم كثيراً لدرجة أن الكثير مما يخرج من فمه لا يستحق النظر الجاد، ولكن بعد الانفجارات الأخيرة، يبدو أن المبررات سخيفة، إذ لا يمكن تجنب الحقيقة الواضحة: لدينا عنصرية في المكتب البيضاوي”.