عبر رسالة مفتوحة على صفحته بالفايس بوك توجه المحامي عماد بن حليمة الى النائب يسري الدالي الذي خلف استياء كبيرا بعد نشره لتدوينة هدد فيها عددا من الاعلاميين مما حمل نقابة الصحافيين التونسيين على ادانة مواقفه بقوة
وفي ما يلي نص تدوينة الأستاذ عماد بن حليمة “اطلعت باهتمام على التدوينة التي نزلتها و التي صبيت فيها جام غضبك على العديد من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة و على الصحافيين العاملين بها و وصفتهم بالبيادق التي تحركها اجندات و ماكينات تتحرك ضد المد الثوري كيفما تراه انت و توعدت بانها ستكون خمس سنوات لكسر العظام و ربما كنت تقصد العضام.
كنت احبذ ان تستنجد بتكوينك الاكاديمي في مجال علم النفس حتى تفهم ان الصحافي هو فرد من مجتمع يعاني من تدهور اوضاعه الاجتماعية و الاقتصادية مما خلق حالة نفسية يغلب عليها الشعور بالاحباط و انسداد الافاق و الدخول في ملجىء نفساني.
الصحافي يحمل هموم شعبه و لا يمكن ان يكون محايدا او موضوعيا عندما يتعلق الامر بمجابهة ظاهرة العنف و المس من سلامة البلاد.
كنت احبذ كذلك ان تستنجد بخبرتك في لعب الشطرنج و انت افتكيت في يوم ما المكتب الجامعي و تفهم ان رقعة اللعبة السياسية لا تختلف كثيرا عن رقعة لعب الشطرنج و تتطلب قراءة الواقع و استشراف لعب الخصوم و التركيز عند تحريك الترسانة.
انت فضلت ان تستنجد بصفتك الامنية السابقة كمحافظ اعلى بوزارة الداخلية مكلف بالتكوين و تنمية المهارات القيادية و من ضحايا فرحات الراجحي زميلك الحالي بالبرلمان و وزير الداخلية السابق الذي احالك على التقاعد الوجوبي على خلفية انتماؤك الى شق ولي نعمتك السيد مدير الامن الرئاسي السابق الجنرال الوطني و الصديق علي السرياطي؛ استغليت ثقافتك الامنية لتنزل تدوينة هي اقرب الى التقارير الامنية التي كانت تصاغ في عهد بن علي رحمه الله ضد ما كانوا يسمون بالمناوئين و المتآمرين و المشاغبين
خطابك يعطي وصفا دقيقا لوضع الحريات حاليا الذي يشهد تحولا من مرحلة الدولة التي تمارس العنف على معارضيها قبل 2011 الى مرحلة المجموعات التي تحاول ممارسة العنف ضد مجموعات اخرى في ظل غياب الدولة ؛ يعني مررنا من شبح عنف الدولة المنظم الى عنف المجموعات الفوضوي.
لن اطيل اكثر و انتهي بالتساؤل عن طبيعة الحلم الذي تتقاسمه مثلا مع كل من راشد الخياري و ماهر زيد من روابط العنف؟ و اي مشروع وطني تتقاسمونه غير العنف و التبشير بكسر العظام؟
الأستاذ عماد بن حليمة 27 نوفمبر 2019