Accueilالاولىاليوم الإسيسكو تعلن من تونس عن استراتيجيتها الجديدة : تصدير الثقافة الإسلامية...

اليوم الإسيسكو تعلن من تونس عن استراتيجيتها الجديدة : تصدير الثقافة الإسلامية إلى العالم

عشية انعقاد المؤتمر الإسلامي الحادي عشر لوزراء الثقافة في العاصمة التونسية تونس، اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء 17 و18 ديسمبر الجاري، أعلنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو) عن وضع استراتيجية جديدة تروم تصدير الثقافة الإسلامية إلى العالم، بُغية التعرف عليها أكثر ونشرها على نطاق أوسع.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك بين سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة، ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، في العاصمة تونس، الإثنين، حيث أكد المالك أن من الأهداف الكبرى التي سطّرتها الإسيسكو تصديرُ الثقافة الإسلامية إلى مختلف بقاع العالم، لإقامة نوع من التوازن مع البلدان المتقدمة “التي لم تتميّز إلا بعد تصدير ثقافتها”، كما جاء على لسانه.

وتقوم استراتيجية المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة للتعريف بالثقافة الإسلامية على العمل المباشر مع الدول الأعضاء في المنظمة لتطوير سياساتها الثقافية، بما يمكّنها من نشر ثقافتها على نطاق أوسع يتعدى الحدود المحلية إلى نطاق العالمية، وذلك بالاعتماد على مبدأ احترام التنوع الثقافي، الذي ترى الإسيسكو أنه من الآليات الرئيسة لتصدير الثقافة الإسلامية إلى العالم، وتجاوز التحديات التي تعيق العمل على هذا المستوى.

ويُنتظر أن يشهد المؤتمر الإسلامي الحادي عشر لوزراء الثقافة بالعاصمة التونسية، غدا الأربعاء، طرح وثائق استشراف مستقبل الثقافة الإسلامية وتعزيز الهوية الحضارية للعالم الإسلامي، وذلك من خلال سُبلٍ من أبرزها وسائل التواصل الرقمية، كيث سيُعرض على المشاركين في المؤتمر مشروع وثيقة توجيهية حول “الثقافة الرقمية: الفرصة والتحديات”، وهي وثيقة يرى المدير العام للإسيسكو أنها سيكون لها شأن معتبر في المستقبل.

وتدرس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، بحسب أمينها العام، إمكانية إيجاد موارد جديدة لتمويل المشاريع الثقافية في البلدان الإسلامية وتصديرها إلى الخارج، كالزكاة والوقف الإسلامي، مبرزا أن الثقافة بإمكانها أن تكون رافعة وركيزة أساسية للتنمية في بلدان العالم الإسلامي إن هي نجحت في تصديرها إلى العالم، كما هو الشأن بالنسبة للبلدان المتقدمة.

ونبه سالم بن محمد المالك إلى ضرورة النهوض بالثقافة الرقمية، خاصة في ظل إمكانات الانتشار الواسعة التي تتيحها الحوامل الرقمية من وسائل إعلام رقمية وغيرها، قائلا: “نتمنى تصدير الثقافة الإسلامية إلى العالم بشكل أفضل، وذلك باقتحام مجال الثقافة الرقمية بشكل سريع، واستغلال هذه الطفرة، فلا وقت للتأخر، لأن كل يوم من التأخر بالنسبة إلينا يعني تقدم الآخرين بيومين أو خمسة أيام”.

وذهب الأمين العام للإسيسكو إلى القول إن الصحافة الرقمية “مهمة جدا، وأعتقد أنها ستكتسح الصحافة الورقية في غضون عشرة أعوام”، مبرزا أن الإسيسكو “حريصة على الاهتمام بهذا الجانب لأن الإعلام الرقمي مؤثر جدا في العصر الحالي”، كما أشار إلى أن هذا الموضوع سيكون ضمن أجندات المنظمة مستقبلا، حيث يُرتقب أن تعقد مؤتمرا حول موضوع “الصحافة الرقمية والصحافة الورقية”.

وتطمح المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى استباق تطور الفعل الثقافي مستقبلا، من خلال إجراء دراسات استشرافية ومساعدة الدول الإسلامية في تجويد سياساتها الثقافية، وذلك باستقطاب الخبراء ووضعهم رهن إشارة وزارات الثقافة وغيرها من القطاعات الحكومية المعنية في هذه الدول، من أجل استشراف المستقبل، وترسيخ ونشر التراث الإسلامي على أوسع نطاق.

من ناحية ثانية، نأت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بنفسها عن الخوض في الصراعات السياسية بين عدد من البلدان الإسلامية، وأكد ذلك سالم بن محمد المالك بقوله: “لا سياسة ولا تسييسا”، مبرزا أن اشتغال المنظمة ينحصر في الجانب الثقافي.

وانطلقت أولى دورات “عاصمة الثقافة الإسلامية” في العام 2005 واحتضنتها المملكة العربية السعودية، وهي تظاهرة تهدف إلى تجديد وتطوير والإسهام في رؤية متجددة للفعل الثقافي، والاستثمار في الثقافة، كما يرى وزير الشؤون الثقافية التونسي محمد زين العابدين، الذي اختير بلده عاصمة للثقافة الإسلامية هذه السنة.

واستعرض زين العابدين العمل الذي قامت به الحكومة التونسية من أجل تطوير وتعزيز الفعل الثقافي لينهض بدوره؛ إذ قامت بترميم عدد من المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية، وإقامة تظاهرات ثقافية متنوعة، لافتا إلى أن تونس تعمل، بشراكة مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، على “جعل التراث الإسلامي ناصعا وإعادة الاعتبار إليه”.

ونبّه وزير الشؤون الثقافية التونسي إلى ضرورة مراجعة جوانب من الثقافة الإسلامية، بما يمكّن من نشر ثقافة إسلامية حقيقية، قائلا إن “الإسلام لا يمكن إلا أن يكون اجتهادا”، كما أكد ضرورة ترسيخ الوعي بوجود علاقة وثيقة بين الثقافة والتنمية، والوعي بأن التنمية الثقافية لا يمكن أن تحدد فقط ببعض المظاهر الفنية، “بل هي مسألة جوهرية، وتعني الإنسان، عبر تقبّل الفعل الثقافي والمساهمة فيه”.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة