ابراهيم الوسلاتي يكتب عن السناريوهات المحتملة التي تنتظر حكومة خالية من الأحزاب

0
304

بعد اعلان رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي عن المضي في تكوين حكومة كفاءات مستقلة عن الأحزاب ذات طابع
اقتصادي واجتماعي ،ما هي السناريوهات المحتملة بالنسبة للفترة القادمة؟
1. هذا الإعلان جاء على إثر لقاء المشيشي برئيس الجمهورية قيس سعيد الذي اختاره من خارج قائمة الأسماء المقترحة من طرف الأحزاب والكتل النيابية وقد يكون تلقى منه تشجيعا ودعما لتجاوز الأحزاب وتكوين حكومة كفاءات مستقلة،
2. إثر هذا القرار الذي لم يكن مفاجئا بالنسبة لي وبالنسبة لبعض المتابعين للشأن الوطني ستجد الكتل البرلمانية وخاصة منها كتلة النهضة وحليفاها قلب تونس وائتلاف الكرامة نفسها في حرج كبير اما المصادقة او الذهاب الى المجهول،
3. الحكومة قد تمر ولو بصعوبة لأنه لا أحد تقريبا من مصلحته أن يقع اسقاطها جرى لحكومة الحبيب الجملي ولا ان يجد نفسه في مواجهة مع رئيس الجمهورية الذي أصبح يتحكم في خيوط اللعبة وسيشهد على ذلك الشعب التونسي الذي يعتبر الأحزاب والبرلمان سبب جميع البلاوي الحاصلة في البلاد،
4. اذا لم تقع المصادقة على حكومة المشيشي فلرئيس الجمهورية الحق في حل مجلس نواب الشعب والحلّ سيبقى مسلطا على رؤوس الجميع كسيف دامقليس épée de Damocles يمكن للرئيس استعماله متى قدّر ذلك،
5. ولكن في اعتقادي لن يقدم قيس سعيد على حل البرلمان بصفة الية بل قد يلتجأ الى استعمال الفصل 80 من الدستور ليترك الفرصة لحكومة الفخفاخ لمواصلة تسيير شؤون البلاد والعمل بالمراسيم بالتشاور مع رئيس الدولة وذلك الى حين استكمال الموالين لقيس سعيد تشكيل منظومتهم او حزبهم لخوض الانتخابات السابقة لأوانها،
6. في صورة حل مجلس نواب الشعب فان نسبة كبيرة من النواب الحاليين لن يقع التجديد لهم وستجد النهضة نفسها في مواجهة خصم عنيد اسمه الحزب الدستوري الحر الذي قد تكون له فرصة لتجميع غالبية الدساترة من حوله وعدد لا يستهان به من أنصار الدولة الوطنية وهو الذي تبوئه مختلف استطلاعات الرأي المرتبة الأولى،
7. ولكن انتخابات سابقة لأوانها بنفس نطام الاقتراع ستفرز تقريبا نفس المشهد مع بروز قطبين كبيرين القطب الدستوري والقطب النهضاوي وبالتالي ستجد البلاد نفسها في نفس المأزق.

*** ابراهيم الوسلاتي صحفي ومستشار سياسي