في تجاهل تام لدعوة حركة النهضة تشكيل حكومة متحزبة تراعي الوزن البرلماني للأحزاب أكد المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي، اليوم الإثنين، خلال ندوة صحفية عقدها بقصر الحكومة بالقصبة، أن الوضعية الإقتصادية الصعبة والهشة التي تعيشها البلاد خلال هذه الفترة، إضافةً إلى الإختلافات الكبيرة بين الأحزاب السياسية، يقتضي تكوين حكومة إنجاز إقتصادي وإجتماعي يكون المواطن محور إهتمامها ولا تكون رهينة التجاذبات والخصومات السياسية. ” إن المشاورات الجارية لتكوين الحكومة والمناخ السياسي يدل على أن درجة الاختلاف والتناقض بين الفرقاء السياسيين كبيرة برشة.
وأضاف المشيشي أن هذا الاختلاف لا يسمح بإيجاد صيغة لتكوين حكومة تجمع الأطراف السياسية وتضمن الحد الأدنى من الاستقرار السياسي في البلاد.
كما أوضح أن الصيغة الأمثل تكمن في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة تماماً تتوفر في أعضائها شروط النجاعة والجاهزية والنزاهة، وتكون قادرة على العمل في تناغم لتحقيق أبرز نقاط برنامجها.
وفي هذا الإطار، أوضح المشيشي أن النقاط الرئيسية لبرنامج الحكومة تتمثل في إيقاف نزيف المالية العمومية والمحافظة على مكاسب القطاع العام والمؤسسات العمومية تعزيز مناخ الإستثمار والحد من تدهور القدرة الشرائية وتفعيل آليات التمييز الإيجابي بين الجهات وتكريس علوية القانون.
و أعلن عبدالكريم الهاروني رئيس مجلس شورى حركة النهضة خلال ندوة صحفية
عقدها اليوم الاثنين 10 اوت 2020 حول مخرجات الدورة 41 للمجلس، تشبث ‘النهضة’ بخيار تشكيل حكومة سياسية تحظى بغطاء سياسي واسع و بأغلبية برلمانية مستقرة
و اكد رئيس مجلس شورى النهضة رفض الحركة لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، معتبرا ان هذا التمشيّ في تشكيل الحكومة الجديدة يعتبر ‘طرحا خاطئا خاصة و ان الحكم يتطلب خبرة سياسية و محاسبتها سياسيا..و الحال ان الشخصية المستقلة لا يمكن محاسبتها سياسيا
كما تساءل الهاروني ‘كيف لحكومة بلا أحزاب ان تذهب الى البرلمان لنيل ثقة الأحزاب؟’، مرجعا عدم نجاح تجارب الحكم السابقة الى ‘خلل في سلوك بعض الأحزاب او انتهاج منطق الاقصاء’، على حد تعبيره
و في صورة رفض رئيس الحكومة المكلف تشكيل حكومة سياسية موسعة كما تدعو الى ذلك النهضة، قال الهاروني ‘دعونا لا نستبق الاحداث…ثمة امل كبير في التوصل الى اتفاق، و لكن اذا لم يتم التوصل الى نتيجة لدينا هياكل الحركة التي نعود اليها للتشاور و اتخاذ الموقف’، متابعا ‘لدينا فرصة ثالثة، يجب ان نتجنب الأخطاء لانه من غير المسموح ان تضيع على تونس’