جرت العادة ومنذ عقود طويلة أن تحتفي رئاسة الجمهورية بعيد العمال العالمي ويلقي رئيس الدولة كلمة بالمناسبة ويكرم العمال المثاليين لتلك السنة وكذلك أفضل المؤسسات ولكن هذا العام غاب اي احتفاء بهذا العيد من قبل مؤسسة الرئاسة حتى ان الصفحة الرسمية التابعة لها لم تشر لا من بعيد أو من قريب الى هذا العيد العالمي ليبقى خبر استقبال رئيس الجمهورية للمبعوث المصري سامح شكري يتصدر الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية بالفايس بوك منذ 9 أيام مما دفع الكثير من الملاحظين التساؤل عن مرد غياب رئيس الجمهورية والبلاد تعيش تحت وطأة أحلك أزمة صحية على الاطلاق بسبب تنامي أعداد ضحايا فيروس كورونا .
ورغم النداءات الصادرة من هنا وهناك الى رئيس الجمهورية الى التحرك والتعبير عن موقفه مما يحدث والرد على اخطر الاتهامات التي يمكن ان تطال مسؤولا في الدولة وهي الخيانة العظمى الا ان لا الرئيس وا مستشاريه لم يحركوا ساكنا سوى ليلة امس ليحدثا مصدرا من هناك لينفي خبر تلقي رئاسة الجمهورية التلاقيح اللازمة لفيروس كورونا وهو ما نفاه اليوم رئيس الحكومة هشام المشيشي .
حتى ان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل توجه اليوم مباشرة الى رئيس الجمهورية ليطالبه ب” تعزيز تفعيل دوره كضمان لاحترام الدستور وحام للوطن وأمنه القومي من التهديدات الداخلية والخارجية والتفاعل الايجابي للخروج من المرحلة العصيبة والحرص على تجميع الفرقاء والتأليف بينهم على قاعدة الولاء لتونس وحدها.
وطالبه بتفعيل نداء الاتحاد للدعوة لحوار وطني جامع قبل فوات الأوان ووضع مستلزمات إدارة الحوار متعدد الأبعاد على قاعدة القواسم المشتركة التي تشغلهم حسب مذكرة تقدم بها الاتحاد إلى رئاسة الجمهورية معتبرا أن أي تأجيل للحوار يفاقم إلى الانجذاب نحو الأسوء حسب تصريحه.
ولكن لا يبدو ان هذا النداء سيجد صدى على الأقل خلال الايام القليلة القادمة حتى ان الاعلاميين المطالبين بالبحث عن أجوبة لهذا الصمت والغياب المستمر لرئيس الجمهورية عاجزون عن القيام بذلك في غياب مخاطب لهم اذ ان المسؤولة عن الاعلام برئاسة الجمهورية قدمت استقالتها في مارس الماضي دون ان يعوضها اي كان .
مالذي يمنع رئيس الجمهورية من الظهور وخاصة في مثل هذه المناسبة الهامة للتونسيين والتونسيات هل هو المرض لا قدر الله وان كان الأمر كذلك فان رئاسة الجمهورية ملزمة باصدار بيان حول صحة الرئيس . ننتظر لنرى