مدير سي آي إيه في ليبيا ….هذا لم يحصل من قبل

0
478

قالت الحكومة الليبية إن وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قام بزيارة نادرة إلى ليبيا يوم أمس الخميس والتقى برئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في طرابلس وقائد قوات الشرق خليفة حفتر في بنغازي.

وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية بزعامة الدبيبة عن الزيارة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، ونشرت صورة لبيرنز والدبيبة معا. وقال مصدران مقربان من قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر المتمركز في بنغازي إن بيرنز التقى به أيضا.

وامتنعت وكالة المخابرات المركزية، التي لا تعلن عادة عن مثل هذه الزيارات، عن التعليق.

ولم تنعم ليبيا بقدر يذكر من السلام منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011، وانقسمت البلاد في عام 2014 بين فصائل متناحرة في الشرق والغرب. وبلغت الأحداث ذروتها عندما بدأ حفتر هجوما باء بالفشل على طرابلس في عام 2019.

وتم تشكيل حكومة الدبيبة عبر عملية مدعومة من الأمم المتحدة في عام 2021 في إطار خطة سلام، لكن إدارته لم تعد تحظى باعتراف الفصائل السياسية الرئيسية في الشرق، ويخشى كثير من الليبيين اندلاع القتال مجددا.

وأبدت واشنطن في وقت سابق قلقها إزاء الدور الذي تلعبه روسيا في الصراع الليبي، وتخشى أن يؤثر استمرار عدم الاستقرار في الدولة العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على إمدادات الطاقة العالمية ويفسح المجال للجماعات الإسلامية المتشددة.

ودعمت موسكو قوات حفتر في الحرب على مدى عامي 2019 و2020، حيث نشرت مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة ما يصل إلى 1200 جندي في ليبيا، بحسب تقرير صادر عن خبراء بالأمم المتحدة عام 2020.

وتسعى واشنطن أيضا للقبض على مزيد من الليبيين المشتبه بهم في تفجير طائرة فوق لوكربي باسكتلندا في عام 1988. وتم نقل ضابط مخابرات ليبي سابق متهم بصنع القنبلة التي أسقطت الطائرة، من ليبيا إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي.

وأثار اعتقال ضابط المخابرات السابق أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي ونقله إلى الولايات المتحدة غضبا داخل ليبيا التي لا تربطها بواشنطن اتفاقية لتسليم المطلوبين، وأدى أيضا إلى توجيه اتهامات للدبيبه من خصومه السياسيين.

من جهة أخرى قالت جريدة «المونيتور» الأميركية إنه من المتوقع أن يلتقي مدير وكالة المخابرات المركزية مع كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين، فضلا عن اجتماعه مع قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر، وأضافت أن مكافحة الإرهاب والنفط والغاز والعلاقات مع روسيا ومجموعة المرتزقة الخاصة «فاغنر» كانت على جدول الأعمال.

وربطت الجريدة الأميركية بين زيارة وليام بيرنز وما كشفه موقع «بوليتكو» هذا الأسبوع بشأن اهتمام الولايات المتحدة بتتبع مجموعة «فاغنر» الروسية، لا سيما أنشطتها خارج أوكرانيا.

وقالت إن «فاغنر» يعمل بها 50 ألف جندي في مواقع أجنبية خارج أوكرانيا، وهي تعمل في دول مختلفة بما في ذلك ليبيا، إضافة إلى عملها بشكل وثيق مع الحكومات في المشاريع العسكرية والسياسية في أفريقيا. وتخضع الشركة وجماعات أخرى مماثلة لعقوبات أميركية في وقت اتهم تقرير لـ«هيومن رايتس ووتش»، «فاغنر» باستهداف وتعذيب المدنيين.

وأشار الناطق باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، في ديسمبر الماضي إلى بذل مزيد الجهود لضمان عدم حصول المجموعة على التكنولوجيا الأميركية أو معدات أخرى، وذكرت «بلومبيرغ» أن إدارة بايدن تدرس إمكانية تصنيف فاغنر كمنظمة إرهابية أجنبية.