Accueilالاولىنقابة مغربية : تونس تشهد تفشي العنصرية .. وميزانيات "تأمين الحدود" ضائعة

نقابة مغربية : تونس تشهد تفشي العنصرية .. وميزانيات “تأمين الحدود” ضائعة

أخبار تونس – تونس

انتقاد لنكران إفريقيّة تونس وما يترتب عليه من تهجير لمهاجرين وطالبي لجوء من دول جنوب الصحراء الإفريقية من أراضي الدولة شمالِ الإفريقية حملته المنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين بالمغرب، المنضوية تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل.

وقالت المنظمة إن “مئات المهاجرين وطالبي اللجوء من دول جنوب الصحراء الإفريقية، بما فيهم نساء وأطفال، قد هجّروا من تونس إلى مناطق معسكرة بين الحدود التونسية والليبية”، وعبرت عن انشغالها “بالوضع غير الإنساني والعنصري الذي يجري بتونس، بطرد الفئات المهاجرة وطالبة اللجوء إلى الصحراء”.

ورأت المنظمة مصدر ما يحدث في “التصريحات العنصرية والمحرضة على الكراهية للرئيس التونسي في شهر فيفري الماضي 2023، الذي رأى في قدوم المهاجرين من جنوب الصحراء مؤامرة لإضعاف الهوية العربية الإسلامية لتونس، وتغيير تركيبتها الديمغرافية”، وتابعت: “لقد أدت إلى سلسلة من الاعتداءات والاعتقالات العشوائية التي استهدفت المهاجرين من دول جنوب الصحراء”.

وشددت المنظمة العمالية على أن عدم الاعتراف بالهوية الإفريقية لتونس، ولو أنها بلد إفريقي، “جهل مطلق وعبثي”، علما أنه من تونس أتى اسم القارة الإفريقية لأن اسمها “إفريقيّة”.

وزادت: “هذا التوجه يسير عكس مقاربة الهجرة في القرن الحادي والعشرين، التي يغلب عليها وجود النصوص الأساسية لحقوق الإنسان، التي تنص على كرامة الإنسان”، والوعي بأن “الهجرة ظاهرة طبيعية، ضاربة في القدم منذ بداية الإنسان، وهي غنى وتنمية للبلدان، سواء كانت بلدان عبور أو استقرار”.

ودعت المنظمة المدافعة عن حقوق العمال المهاجرين بالمغرب “الاتحاد الإفريقي” و”الاتحاد المغاربي” والجمعيات المدنية التونسية والمغاربية إلى “التحرك لإيجاد بدائل للمهاجرين ضحايا هذه الحملة، الذين تُخُلّي عنهم في الصحراء بدون ماء ولا طعام ولا مساعدة اجتماعية”. كما نادت أصحاب القرار الأفارقة إلى “عدم لعب اللعبة الغربية التي تستعمل التلاعب والفساد محركا لكبح التنمية بقارتنا الإفريقية”.

و قال فرانك إيانغا، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين بالمغرب، إنه “من المذهل أن البلد الذي جاء منه اسم القارة يرفض الاعتراف بإفريقيّته، علما أن تونسيين يعانون كمهاجرين وطالبين للجوء من نفس ما يعانيه اليوم المهاجرون وطالبو اللجوء بالبلد”.

وأضاف: “ما يحدث بتونس مشكل يمسنا بعمق؛ فهناك من يتعرضون للعنصرية لأنهم سود، ويقول من لهم بشرة بيضاء إنهم ليسوا أفارقة، بل مغاربيون، ولو أن تونس بلد إفريقي، وجذوره إفريقية”.

وتعليقا على الأرقام التي أعلنتها المفوضية السامية للاجئين بالمغرب حول النصف الأول من سنة 2023 الراهنة، وبلغت أزيد من مليون دولار للمملكة في سبيل تلبية حاجيات ما يقرب من 2600 لاجئ من جنوب الصحراء وسوريا خاصة، قال فرانك إيانغا : “الدعم الأوروبي يتجدد سنويا، والبلدان المغاربية تستقبل دعما متعددا من أجل تأمين الحدود الأوروبية أولا، ولتقوم دول جنوب المتوسط بمجهود لوقف التدفق المهاجر نحو أوروبا”.

وأضافرانك إيانغا: “هذا الدعم مال يضيَّع؛ لأن الحل ليس تأمين الحدود، بل الانطلاق من الأساس.. والحل الحقيقي هو مصدر قدوم المهاجرين، ومعالجة لِم يغادرون بلدانهم؛ بسبب الفقر والبطالة والوضع البيئي والحروب، فهذا ما يدفع إلى الهجرة إلى الضفة الأخرى”.

ثم أجمل قائلا: “رغم توالي سنوات صرف هذه الأموال يستمر الناس في الهجرة، وليس هناك من حل حقيقي إلا حلُّ أصل الإشكال في بلدان الأصل، ومعالجة معاناة وفقر سكانها؛ هذا ما سيعالج التدفق”.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة