Accueilالاولىمجلة أتلانتيك: العصر الذهبي لليهود الأميركيين يقترب من نهايته

مجلة أتلانتيك: العصر الذهبي لليهود الأميركيين يقترب من نهايته

يتحدث الكاتب فرانكلين فوير عن كيف يهدد صعود معاداة السامية على اليمين واليسار بإنهاء حقبة من الأمان والازدهار غير المسبوقين لليهود الأمريكيين، والتي امتدت إلى الجزء الأخير من القرن العشرين.

يرى فوير أن العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين اتسمت بالمؤامرة والمبالغة المتهورة والعنف السياسي، فإن النظام الليبرالي الذي ساعد الأميركيون اليهود في تأسيسه، والمتجذر في قيم التسامح والعدالة والجدارة والعالمية، يجري هدمه.

صعود معاداة السامية على اليمين السياسي موثق بشكل جيد، حيث اجتذب دونالد ترامب ولاء العنصريين البيض واستعار مجازاتهم بحرية.

يكتب فوير أن نوع معاداة الصهيونية المعتمد في بعض أركان اليسار المعاصر “لا يتبنى” التوقف عن الدعوات لإنهاء احتلال الضفة الغربية، إنه يتبنى رغبة مبهجة في القضاء على الدولة الوحيدة ذات الأغلبية اليهودية في العالم، ويثمن حملة القتل ضد وجودها، ويسعى إلى محاسبة أعضاء الشتات اليهودي على خطايا بلد لا يعيشون فيه ولحكومة لم ينتخبوها.

ومن خلال القيام بذلك، فإن هذا الفصيل من اليسار يضع نفسه في التسلسل الرهيب لمحاولات محو اليهودية – ويثير بدوره مخاوف وجودية قديمة وغير قديمة.

ويستكشف فوير كيف تتخلص هذه الحركات السياسية الصاعدة على جانبي الطيف السياسي من مُثُل التسامح والتعددية، وتستبدلها بالتعصب وحتى العنف. يكتب فوير: “لم يكن الفكر المتطرف وسلوك الغوغاء في صالح اليهود على الإطلاق. ويمكن القول إن ما هو سيء بالنسبة لليهود هو سيء بالنسبة لأمريكا”.

ويصف مقال فوير بالتفصيل العصر الذهبي الذي ساعد الكتاب والمخرجون والموسيقيون والمثقفون اليهود في خلقه بعد الحرب العالمية الثانية: “مع تلاشي معاداة السامية، انفجرت الحضارة اليهودية الأمريكية في اندفاع من الإبداع.

انتهى كل هذا في 11 سبتمبر 2001، كما يقول فوير: “لم يكن الأمر يبدو بهذه الطريقة في ذلك الوقت. لكن الهجمات الإرهابية فتحت حقبة من الأزمة الدائمة، والتي أصبحت تربة خصبة حيث ترسخت كراهية اليهود”.

يتابع فوير قائلاً: “في عصر الأزمة الدائمة، ظلت نسخة من هذه الرواية تتكرر: نخبة صغيرة – مصرفيون في بعض الأحيان، وأحياناً جماعات ضغط – تستغل الناس بشكل ضار. وساعدت مثل هذه السرديات في دفع حركة “احتلوا وول ستريت” إلى اليسار، و”حزب الشاي” إلى اليمين. لقد كان هذا النوع من التمرد الشعبوي لفترة طويلة مادة للكوابيس اليهودية.

كتب فوير في خاتمته: “عندما تترسخ معاداة السامية، تتحول نظرية المؤامرة إلى حكمة تقليدية، وتدمج العنف في الفكر ثم في العمل المميت. إن المجتمع الذي يبتعد عن يهوده من المرجح أن يكون أكثر عزماً على مطاردة كبش فداء بدلاً من معالجة العيوب الأساسية. ورغم أن هذا ليس قانوناً حديدياً للتاريخ، فإن مثل هذه المجتمعات معرضة للانحدار… وإذا استمرت أميركا على مسارها الحالي، فسوف يكون ذلك نهاية العصر الذهبي، ليس فقط بالنسبة لليهود، بل أيضاً بالنسبة للدولة التي رعتهم”.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة