مختص في البيئة الشاطئية يحذر من مخاطر التنظيف الآلي للشواطئ

0
66

أكّد رئيس مصلحة تهيئة وتجهيز الشواطئ بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي انطلاق برنامج التنظيف الآلي للشواطئ الخاص بصائفة 2024 أمس الثلاثاء، ليتواصل حتى أواخر شهر سبتمبر.

وأوضح في تصريح لبرنامج صباح الناس باذاعة موزاييك اليوم الأربعاء 8 ماي 2024، أنّ الحملة تشمل 133 شاطئا على طول الشريط الساحلي من بينها 51 شاطئا سياحيا و82 شاطئا عموميا، بكلفة 1.9 مليون دينار.

وحول هذا البرنامج حذر السيد محمد القطاري الأستاذ الجامعي المختص في البيئة الشاطئية من التنظيف الجائر وغير الانتقائي للشواطئ وقال القطاري في تصريح لتونيزي تيليغراف ” أخشى أن يقوموا بتجميع كل ما هو موجود على الشواطئ من مركبات نافعة وضارة دون الانتباه الى المخاطر البيئية التي سيخلفها التخلص من نبتة الضريع البوزيدونا التي هي حتى وان كانت ميته تحمي من الانجراف كذلك تؤدي عمليات التنظيف غير السليمة الى القضاء على كل الكائنات الحية المرتبطة ارتباطا تام بالبيئة الشاطئية و التي بدورها تساهم في التوازن البيئي.

ويضيف القطاري الذي أجرى دراسة علمية على شاطئين مختلفين في اسبانيا ان الذي يحصل جراء التنظيف الألي العشوائي ” يتسبب في انجراف الشواطئ و ينجر عليه إنجراف le fond marin. و هذا يؤدي الى عواقب وخيمة اهمها انقراض الحيوانات المرتبطة بالرواسب البحرية في الأعماق والتي لها قيمة اقتصادية هامة على غرار crevette royale كابسط مثال و العديد من الاصناف الاخرى في حال انجرفت الشواطئ تضطر السلطات في وقت لاحق لاعادة حمايتها برمال قارية مما يكلف خزينة الدولة أموالا طائلة و من ناحية أخرى فهذي الطريقة المتعمدة للتنظيف الالي للشواطئ طريقة غير ناجعة في الكثير من الحالات ويتفق علماء البيئة على أن التنظيف الالي للشواطئ هو سرطان عافانا و عافاكم الله له تاثير بطيئ على البيئة لكنه كارثي في النهاية ”

ما هي منافع البوزيدونيا أو الضريع على التوازن البيئي

1- تعد من النباتات المستوطنة في البحر المتوسط ومن أكثر أنواع الأعشاب البحرية انتشارا في مياهه.

2- واحدة من الثروات البحرية الرئيسية في المنطقة.

3- تسمى “رئة البحر المتوسط” لأنها واحدة من أهم مصادر تزويد الأكسجين للمياه الساحلية.

4- البوسيدونيا تعتبر مؤشرا هاما عن جودة المياه الساحلية نظرا لحساسيتها الشديدة للتلوث حيث لا يمكنها أن تنمو إلا في المياه النظيفة وغير الملوثة.

5- يمثل وجودها أهمية غذائية قصوى لمجموعة كبيرة من الأسماك والكائنات البحرية الحيوانية التي تستخدم هذه الموائل كمأوى آمن للراحة والتفريخ والحضانة.

6- تعتبر عنصرا هاما لمقاومة نحر الشواطئ وتثبيت التربة وكسر الأمواج.

7- أثناء دورة حياة هذا النبات تتجدد الأوراق والريزومات فتخرج الأوراق القديمة وتحملها التيارات والأمواج إلى الشاطئ.

8- وجودها على الساحل مهم بيئيا للعديد من الكائنات وعودتها للمياه بفعل الأمواج والرياح يساعد على زيادة الإنتاجية بعد تحللها.

9- تغطي البوسيدونيا ما بين 000 25 و 000 50 كم مربع من مساحة المناطق الساحلية، أي ما يعادل 25٪ من قاع البحر، وتصل إلى عمق يتراوح بين 0 و 40 مترا.

10- تشير دراسة أجراها معهد البحر المتوسط للدراسات المتقدمة (IMEDEA) ومؤسسة BBVA إلى أن بوسيدونيا البحر المتوسط تنتج من 14 إلى 20 لترا من الأوكسجين في المتر المربع الواحد كل يوم، مما يعكس أهميتها الكبرى للحياة البحرية.

11- تتميز بارتفاع أوراق البوسيدونيا عن مترين ويصل عرضها إلى 20 مترا، وتكون على شكل حواجز مقاومة على طول الشواطئ مما يوفر حماية فعالة جدا ضد التعرية.

12- وجودها دليل على جودة المياه حيث لا يمكنها أن تنمو إلا في المياه النظيفة وغير الملوثة.

13- تمثل المروج المغمورة بالمياه بالوعات هامة للكربون فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون وتخزن الكربون بمعدل 83 جرام/ متر مربع في السنة، وتلعب بذلك دورا رئيسيا في التقليل من وجود ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وبالتالي التخفيف من آثار تغير المناخ.

14- قديماً في بلدان البحر المتوسط، كانت أوراق البوسيدونيا المجففة تستخدم تقليديا كمواد للتعليب لنقل الأواني الزجاجية الهشة والأصناف الفخارية، فضلا عن شحن الأسماك الطازجة من الساحل إلى المدن.

15- رغم تشريعات حمايته لا يزال هذا النبات يواجه خطر الاختفاء في السنوات القليلة القادمة، ويعود تقلص مساحة مروج البوسيدونيا في أجزاء كثيرة من البحر المتوسط إلى عوامل كثيرة كتغير المناخ، والتلوث، والبنى التحتية للمدن والموانئ التي تجتاح الشواطئ، إضافةً إلى أنشطة صيد الأسماك ومراسي السفن التي تقتلع هذا النبات من جذوره.