ماحصل اليوم في مدينة الحمامات هو نتيجة طبيعية لتراكمات لم يتم معالجتها في الابان وبالصرامة المطلوبة وغدا لو فكر قادة البلاد في التصدي لها سيجدون أنفسهم في وضع من يقاوم سرطان خبيث
فماذا سنرد على لجان حماية الثورة وغيرها من اللجان التي بدأت تتشكل في الخفاء تحت مسميات مختلفة والحال ان الحزب الحاكم الحزب الذي يدير قصري قرطاج والقصبة اختار حل قضاياه السياسية وخلافاته الحزبية بلغة العصا والميليشيات المسلحة في مشهد يضعنا امام اول عملية سطو سياسية مسلحة في تونس
بعد أسابيع قليلة سنحتفل بالذكرى الخامسة على سقوط نظام بن علي خمس سنوات مرت ونحن في وضع السير الى الوراء والارقام وحدها لا تحتمل التأويل
خمس سنوات ونحن ندور في حلقة اللاقرار وهو أسوأ سم يمكن ان يلوث اي نظام
فالفساد بكل الوانه وأنواعه استشرى في جميع مناحي البلاد واصبحت اخباره المتداولة شبيهة بأخبار أحوال الطقس لا تثير الاهتمام فيما الشارع في بلادنا يتعرض لعملية قصف عقول لا مثيل لها في تاريخ البلاد ويكفي ان تلقي نظرة على ما تطرحه تلفزاتنا واذاعاتنا لتفهم اننا نتعرض الى تحويل وجهة ممنهجة تبعدنا عن قضايانا الحقيقية
فما يحصل اليوم في تونس يحتاج الى وقفة صارمة تنهي زمن الافلات من العقاب تحت مسمى الحفاظ على السلم الاهلي ووجب اليوم ان تسمى الأشياء بمسمياتها دون مواربة او حسابات
على الدولة ان تكشر على انيابها ويتحمل الجميع مسؤولياتهم في القصبة كما في قرطاج
يقيس الفاسدون نجاحاتهم الكارثية بحجم ردنا عليهم ونحن مطالبون بأن لا نرد عليهم فقط بل أن نصرخ في وجوههم دفاعا عن قيم امنا بها وطموحات تقاسمناها