في مقال نشر له اليوم في جريدة الصحافة اليوم شبه الاعلامي والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي بالرئيس الايفوري لوران غباغبو
الهاني طرح عبر مقاله اوجه الشبه بين الرجلين حتى انهما حملا نفس الشعار ننتصر او لا ننتصر واذا كان غباغبو انتهى به المطاف الى السجن بعد ان خاب سعيه للبقاء في السلطة الى ما لانهاية فان الهاني حذر المرزوقي من هذا المصير خاصة وانه تجاوز الفترة المنمنوحة اليه في قصر قرطاج وهي سنة واحدة ليتخطاها لنحو أكثر من ثلاث سنوات
ولاهمية المقال وطرافته ارتأينا نشره كاملا
عندما رفع الرئيس العاجي السابق لوران غباغبو في الانتخابات الرئاسية لساحل العاج سنة 2010 شعاره “ننتصر أو ننتصر”، لم يكن يساوره أدنى شكّ في أنه سيحتفظ بكرسي الحكم في القصر الرئاسي بأبيدجان. لكن إرادة الناخبين التي امتزجت بالرغبة الدولية في التغيير خيّبت آمال غباغبو، الذي جعله تمسكه المرضي بالحكم يشق طريقه نحو السجن عوض القصر الرئاسي الفخم.
الرئيس المؤقت والمترشح الرئاسي محمد المنصف المرزوقي الذي اختار بدوره لحملته الانتخابية الرئاسية شعار غباغبو “ننتصر أو ننتصر”، تتقاطع مسيرته السياسية مع مسيرة الرئيس العاجي المخلوع في أكثر من محطة. فقد وُلدا معا عام 1945 والعالم يحصي قتلاه والخراب الشامل الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية المدمرة.
كما عُرف المرزوقي وغباغبو بمعارضتهما الشرسة للأنظمة التي سبقت صعودهما للحكم. وكلاهما حاصل على الدكتوراه ومثقّف وكاتب، اضطرتهما ظروف القمع إلى اللّجوء إلى فرنسا. لكن في حين عاد غباغبو إلى ساحل العاج ليقود المعارضة إلى حين إسقاط النظام والوصول إلى سدّة الرئاسة عبر الانتخابات المباشرة بعد معركة طويلة وقاسية، فضّل المرزوقي البقاء في منفاه الاختياري بفرنسا إلى حين سقوط النظام ليعود إلى تونس مصرّحا بأنه سيكون رئيسها. وهو ما حصل بالفعل، ليس عن طريق الانتخابات المباشرة، ولكن عن طريق التحالف مع حركة النهضة التي أوصلته إلى قصر قرطاج.
وإذ مدّد غباغبو في عهدته الرئاسية بعد انتهاء ولايته الدستورية، فعل المرزوقي الشيء نفسه مع المجلس الوطني التأسيسي، ومدّدا ولايتهما التي كانت محدّدة قانونيا بسنة واحدة لتتواصل أكثر من ثلاث سنوات.
وفي حين ركّز غباغبو حملته الانتخابية على التفرقة الجهوية بين الجنوب “الوطني” الذي ينتمي إليه هو والشمال “اللّاوطني” الذي ينتمي إليه خصمه الحسن وطّارة، وكذلك على الميليشيات العنيفة التي قادت حملته الانتخابية مع التركيز على انتماء خصمه للنظام السابق اعتبارا لأن وطّارة عمل وزيرا في حكومة الرئيس الراحل فيليكس هوفوات بواني؛ نجد المرزوقي ينفق من المعين نفسه من حيث إثارته للنعرات الجهوية ولمشاعر الحقرة في خطابه الانتخابي، واستناده إلى عصابات “حماية الثورة” في حملته الانتخابية، فضلا عن دعوته للتصدي للـ “طاغوت” ممثلا فيمن يريدون إعادة النظام السابق مثلما صرّح به القيروان.
نقاط الالتقاء المتعددة بين مسيرتي الدكتورين الديمقراطيين الذين قادهما نضالهما الحقوقي إلى كرسي الحكم فأعماهما شبقه ووقعا أسيري شهوته، تدفع إلى التساؤل حول ما إذا كان المرزوقي سيعرف نفس مصير صاحب شعاره “ننتصر أو ننتصر”، الذي أخرج من قصر الرئاسة بقوة السلاح ويوجد حاليا في السجن بلاهاي أين تتم محاكمته دوليّا؟ أم أن صاحب النظارات سيتمكن من تنظيف بلّورها في الوقت المناسب ليرى جيّدا الواقع من حوله ويلتمس لنفسه طريقا مشرّفة للخلاص؟
المصدر: جريدة “الصحافة اليوم”، العدد الصادر يوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2014