تكررت الأخطاء الاعلامية مجددا في التعاطي مع الجريمة الارهابية التي ارتكبت مساء أمس بجبل الشعانبي فهناك من الاذاعات من سارعت الى الاسم واللقب كاملين بعد الاعلان عن سقوط أول شهيدين والحال انه اخلاقيا وانسانيا ومهنيا ذكر اسماء القتلى قبل وصول خبر الفاجعة الى اهاليهم تخيل ان والدة متقدمة في السن تستمع فجأة الى خبر مقتل ابنها او شقيق وهو يسوق سيارته ويستمع الى خبر مقتل شقيقه
اما الخطا الثاني ونحن ننتظر تحرير قانون الارهاب من المجلس الوطني التأسيسي فان استخدام عبارة حادثة لوصف ما حدث في الشعانبي مجانب للصواب ويسوي المصاب مع حادث مرور او سقوط قتيل في شجار
من جهة اخرى بالنسبة للتعاطي الاعلامي الرسمي يبدو ان وزارة الدفاع اختارت استراتيجية امتصاص الضربة بمعنى انها تقدم في البداية رقما وفي مرحلة ثانية رقما ثانيا وفي المرحلة الاخيرة تقدم الرقم الحقيقي ولن تستطيع كما قرات في بعض المواقع التعتيم على العد د الحقيقي فالجثامين ستصل في النهاية الى اهاليها وستنكشف الحقيقة
مسالة هامة تحتاج الى توضيح يبدو جليا من خلال الحصيلة المفزعة لعدد الشهداء فان الارهابيين الذين نفذوها لم يجد اية صعوبة في تنفيذ عمليتهم التي باغتت جيشنا وهو في حالة استرخاء اثناء تناول افطارهم وقد تجمعوا في مكان واحد وكان من المفترض ان يتداولوا على ذلك على دفعات صغيرة فغالبية العمليات التي نفذها الارهابيون كانت في تلك الدقائق التي تعقب اذان المغرب ايذانا بالافطار ونحن لم ننس بعد جريمة السنة الماضية علما بان عدة تحذيرات صدرت تدعو الى اليقضة والتأهب خلال النصف الثاني من شهر رمضان
العملية الارهابية يجب الا تمر في صمت وعلى التونسيين جميعا ان يؤبنوا شهدائهم هذه المرة حتى ان الدعوة الى القيام بجنازات شعبية وجدت صداها لدى عدد كبير من التونسيين
من جهة اخرى المطلوب من الحكومة الحالية برئاسة مهدي جمعة ووزراء الدفاع والداخلية والعدل ان يتخذوا حزمة من الاجراءات الصارمة تبدأ باعادة هيكلة ادارة سجن المرناقية الذي يضم اكثر من 500 متهم بالارهاب علما بان غالبية العمليات تنطلق من داخل السجون والاسراع ببعث القطب القضائي الذي سيعنى بقضايا الارهاب والشروع في انطلاق محاكمة الممتهمين بالارهاب الذين يجدون الكثير من التساهل داخل السجن مثل الالتقاء بعوائلهم بعيدا عن اجهزة الرقابة و وقف الامتيازات التي يحصل عليها محامون الذين يشترطون تجميع اكثر من ارهابي في غرفة واحد للتخاطب معهم وهذه التسهيلات لا يحصل عليها اي سجين مورط في الارهاب بما في ذلك الدول الاسكندنافية
واخيرا ان الايادي المرتعشة لن تقدر على صرع الارهاب
جمال العرفاوي