Accueilالاولىالارقام مفزعة : لماذا وكيف ينتحر التونسيون

الارقام مفزعة : لماذا وكيف ينتحر التونسيون

 قال تقرير نشرته اليوم الثلاثاء وحدة الرصد في المرصد الاجتماعي التونسي  ان شهر أوت الماضي شهد 23   حالة انتحار ومحاولة انتحار شنقا وحرقا وغرقا (إلقاء النفس في البحر) وتقطيع شرايين وتناول مادة سامة طيلة شهر أوت وفقا لما تم رصده عبر الصحف اليومية والاسبوعية

هذا الرقم وصفه عبد الستار السحباني الباحث في علم الاجتماع ورئيس جمعية علم الاجتماع بالمفزع مؤكدا ان كل السلطات ومنظمات المجتمع المدني اهملت ظاهرة الانتحار بالرغم من تطورها العددي والكيفي

وحسب السحباني  فان  ظاهرة الانتحار في تطور مستمر لتشمل خلال شهر اوت طفلة في سن 12 ربيعا وشيخ من مواليد 1939 أي ثمانيني تنكر لقدسية الحياة

وقال السحباني ان ما يتم نشره حول اسباب الاقدام على الانتحار او محاولة الانتحار غير كافية لتفسير هذه الظاهرة فالقول بان خلافات عائلية جرت الضحية للانتحار لا تكفي لتفسير الظاهرة

كما قال ان حالة الهشاشة النفسية لدى بعض الافراد وافتقاد اليات المساعدة على حل مشاكله والافتقاد الى المؤسسات المساندة تدفعه للانتحار مضيفا “ولا منظمة مدنية اهتمت بهذه الظاهرة وحاولت فهمها والاحاطة بضحاياها هل سمعتم عن جمعية تعمل على التصدي لظاهرة الانتحار هذه الظاهرة لم تعد قضية احد لا ساسة ولا نشطاء في المجتمع المدني ويتم تناولها تناول اخلاقي بمعنى “الانتحار حرام” او تعاطي الحدث كخبر عابر في الصحف

كما اوضح  السحباني ان المجتمع يعيش خللا كبيرا دليل ذلك ان اعداد المنتحرين في زيادة مستمرة وتتطور من شهر لاخر فالمتقاعد والطفل والموظف والعاطل والمسن كلهم اقدموا على محاولة الانتحار ما يؤكد انه هناك نوعا من القلق الاجتماعي

 

وكانت دراسة قد انجزت عام 2008 من قبل ثلاثة من كبار الاطباء المختصين في تونس قد اكدت ان واحد بالمئة من التونسيين يحاولون الانتحار سنويا أي ما يناهز 10 الاف تونسي سنويا.كما خلصت هذه الدراسة الى أن البطالة وما تسببه من إحباط وإحساس بالانكسار تأتي في مقدمة دوافــــع الإقدام علي الانتحار رغم اختلاف الدوافع والظروف الاجتماعية للضحايا.

وتفسر دراسات اخرى عديدة الزيادة في ظاهرة الانتحار بالضغوط الاقتصادية والاجتماعية القاسية كالفقر والبطالة وما يخلفانه من معاناة تنعكس سلبيا على العلاقة بالزوجة والأبناء بالنسبة للمتزوج وتنعكس على العائلة والمحيط الاجتماعي المصغر بالنسبة للأعزب  بالإضافة الى القلق والكآبة وعدم القدرة على مواجهة المشاكل

كما تعتبر النساء المعنفات أو المطلقات والأمهات العازبات الأكثر إقداما على الانتحار إضافة إلى فاقدي السند والمدمنين على المخدرات ومرضى االسيدا والسرطان.

ويؤكد عبد الستار السحباني ان الهشاشة النفسية كانت البوابة التي دخل منها الارهابيون وتجار المخدرات لاستقطاب الضحايا وبالتالي يحتاج هذا الملف الى اهتمام السلطات وجعله قضية وطنية اذ لا يمكن القبول بانتحار عشرة الاف تونسي سنويا مضيفا ” لدينا وزارات يهمها هذا الملف لكننا لم نراها يوما تجتمع لتضع خطة مشتركة لإنقاذ التونسيين من الانتحار تماما كما لم نر المجتمع السياسي يهتم بهذا الملف

وحسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية الاسبوع الماضي  فان العالم يشهد  عملية انتحار كل 40 ثانية العالم، أي أكثر من 800 ألف حالة انتحار في العالم سنويا

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة