Accueilالاولىأغلبها في صفوف الشباب : عودة قوية لحالات الانتحار في تونس

أغلبها في صفوف الشباب : عودة قوية لحالات الانتحار في تونس

قال تقرير حديث للمرصد الاجتماعي التونسي ان حالات الانتحار في تونس عادت الى زخمها بعد تراجع ملحوظ خلال شهر سبتمبر الماضي  التي شهدت ثماني حالات فقط

وحسب التقرير الشهري للمرصد الذي يعتمد على وسائل الاعلام المحلية لرصد حالات الانتحار فقد شهد شهر أكتوبر الماضي 15 حالة انتحار علما بان شهر اوت شهد مستوى اعلى بحصول 23 حالة انتحار و تأتي ولاية  سوسة في المقدمة بتسجيلها 4 حالات إنتحار؛ إذ أقدمت فتاة في العقد الثاني من العمر على إلقاء نفسها من الطابق الثاني في بناية بشط مريم لأسباب مجهولة وفقا لما أوردته جريدة الصريح في عددها الصادر يوم 7 أكتوبر 2014. تعرضت الضحية إلى إصابات خطيرة وتم نقلها للمستشفى. واشار المقال الى خلاف نشب بين الضحية وخطيبها قد يكون دافعا للانتحار

كما انتحر سائح دنماركي يوم 10 أكتوبر بإلقاء نفسه من الطابق التاسع لأحد النزل الأمر الذي أدى إلى وفاته. ويشير المقال الصادر في جريدة التونسية بتاريخ 11 أكتوبر إلى ان والدة الضحية أشارت إلى معاناة ابنها البالغ من العمر 24 سنة من مشاكل نفسيّة 

بعد أسبوع من هذا الحادث أقدم كهل في التاسعة والأربعين من العمر على محاولة الانتحار شنقا

باستخدام سلسلة حديدية بسبب هدم كشك تحت تصرفه. الكهل حاول الانتحار لدى مرور موكب سفيرة الهند فتم إحباط المحاولة واعتقاله لعرضه لاحقا على أنظار العدالة 

وفي النفيضة أقدم شاب يبلغ من العمر 25 سنة على الإنتحار شنقا لأسباب غير محددة؛ إذ عُثر على الشاب معلقاً في شجرة قرب محل سكناه 

تأتي تونس في مرتبة ثانية بتسجيلها حالتَيْ انتحار؛ إذ أقدم شاب يبلغ من العمر 29 سنة على الانتحار شنقا في مونفلوري باستخدام حزام سرواله لأسباب غير معلومة

وفي حي الخضراء أقدم شاب يبلغ من العمر 28 سنة ويعمل مدير شركة على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الرابع

وفي الڤصرين تم تسجيل حالتيْ إنتحار الأولى جدّت يوم 6 أكتوبر حيث أقدمت إمرأة في العقد الخامس من العمر على إضرام النار في جسدها أمام مركز الشرطة في تلابت إحتجاجا على عدم إطلاق سراح إبنها الموقوف

في معتمدية سجنان بولاية بنزرت أقدم شيخ يبلغ من العمر 65 سنة على الانتحار شنقا لأسباب مجهولة

وفي ڤابس أقدم شاب يبلغ من العمر 34 سنة على الانتحار حرقا لأسباب غير محددة

في ڤصر – ڤفصة أقدم شاب بالغ  من العمر 24 سنة على الانتحار شنقا لأسباب غير محددة أيضا. وفي منطقة جهينة بمعتمدية بوحجلة من ولاية القيروان أقدم شاب يبلغ من العمر 24 سنة على الانتحار حرقا لأسباب مجهولة

في ساقية الزيت بولاية صفاقس أقدم شاب يبلغ من العمر 20 سنة على الانتحار حرقا لأسباب غير محددة. ويشير المقال المنشور في جريدة الصباح بتاريخ 7 اكتوبر الى ان الضحية قد يكون وقع خلاف بينه وبين احد أقاربه

وفي الرڤاب بسيدي بوزيد أقدم ولي تلميذ بمعهد الطاهر الحداد على الانتحار حرقا قبالة المعهد رفضا لتواصل تعطّل الدروس في المعهد المذكور وبالتالي عدم إلتحاق إبنه بالدراسة إلى غاية يوم 16 أكتوبر تاريخ إقدامه على الانتحار أي بعد مرور حوالي شهر عن العودة المدرسية

وفي غار الدماء بولاية جندوبة أقدم شاب على إلقاء نفسه من علو 15 مترا في وادي مجردة يوم 5 أكتوبر ومن حسن حظه انه تم التفطن إليه وإنقاذه ونقله  للمستشفى لتلقّي العلاج. ويبدو ان الشاب كان يعاني من الفقر والخصاصة

يشير عدد حالات الانتحار المرصودة خلال الثلاثية الأخيرة، أشهر أوت وسبتمبر وأكتوبر، إلى إقدام 46 شخصا على وضع حد لحياتهم في مختلف الجهات وفقا لما أوردته الصحف اليومية والأسبوعية وهو رقم مثير ويحتاج إلى اهتمام السلطات خاصة وان المقبلين على الانتحار هم من مختلف الشرائح العمرية وهم أيضا موظفون وأصحاب شهائد عليا وأيضا متقاعدون وأطفال. هذه الظاهرة الاجتماعية التي عشّشت بين التونسيين أصبحت تستقطب ضحايا من الجنسين إذ لا تخلو حصيلة هذه الثلاثية المثقلة بفواجع الانتحار من النساء ليسجّل شهر أكتوبر إقدام فتاة على إلقاء نفسها وإمرأة على حرق نفسها

وحسب المرصد الاجتماعي التونسي فان هذه الحالات تشترك في الغموض حول أسباب إقدام الضحايا على الانتحار ليظل شبح الفقر والخصاصة بسبب البطالة الدافع الأبرز لاقدام هؤلاء على وضع حد لحياتهم. البعض قد يكون وجد في الموت حلا لمأساته الإجتماعيّة وأزماته الشخصيّة لكن صمت السلطات تجاه تنامي هذه الظاهرة يجعلها شبه مورّطة في الترويج للانتحار كقدر محتوم لكلّ المحبطين. كما لا يمكن إيجاد تبرير لصمتها تجاه مجمل صيحات الفزع التي يطلقها الإعلام حول تنامي ظاهرة الإنتحار كإرهاب شخصي يتنامى بين التونسيين يوما بعد آخر 

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة