Accueilالاولىبلجيكا تعلن الحرب على المدارس والمراكز الوهابية

بلجيكا تعلن الحرب على المدارس والمراكز الوهابية

باتت السلطات الأمنية البلجيكية متخوّفة من تنامي المد السلفي الوهابي داخل المساجد والمدارس الدينية بها خلال الفترة الأخيرة، حيث كشفت تغلغل مجموعة كبيرة من المنظمات السلفية المتشددة داخل المجتمع البلجيكي، ما أثار قلق الحكومة التي فتحت تحقيقاً موسعاً شمل التيارات التي وجهت إليها اتهامات بنشر التفسيرات المتشددة للإسلام.

وأحصت الأجهزة الأمنية البلجيكية أزيد من مائة منظمة إسلامية سلفية في البلاد، تنتشر على وجه الخصوص داخل المساجد والمراكز الدينية، إلى جانب المؤسسات التعليمية، الأمر الذي تسبب في حالة استنفار قصوى للسلطات الوطنية، لاسيما أن وزارة العدل لا تتوفر على بيانات رسمية مضبوطة بخصوص عدد تلك المنظمات السلفية، حسب ما ذكرته صحيفة “De Tijd”.

وفي مقابل “غزوها” من طرف المد السلفي، صارت المراكز الدينية البلجيكية تستعين بخدمات الأئمة المغاربة، بفعل المقاربة الدينية المعتدلة التي تميز المملكة عن بقية بلدان الشرق الأوسط؛ إذ قررت الحكومة البلجيكية، الموسم المنصرم، سحب إدارة المسجد الكبير، أقدم مسجد بالحي الأوروبي ببروكسيل، من المملكة العربية السعودية واستبدالها بالمغرب.

ونبّهت “De Tijd” إلى تزايد أعداد المنظمات الإسلامية السلفية بالديار البلجيكية، حيث سلطت الضوء على التوصيات التي أصدرتها اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق بشأن الاعتداءات الإرهابية التي هزّت بروكسيل سنة 2016، مشددة على أن “سحب إدارة المسجد الكبير ببروكسيل من السعودية ليست سوى خطوة أولى بغية تجفيف منابع التطرف الإسلامي الراديكالي”.

وقالت السلطات الأمنية إن “المراكز الدينية والمؤسسات التعليمية والمساجد المتشددة يتم تمويلها من قبل العديد من المنظمات السلفية، أو من لدن بعض الزوار الذين يعتنقون الأفكار السلفية المتطرفة”، مبرزة أن جهاز الأمن لا يتوفر على معطيات دقيقة بخصوص العدد الإجمالي لها، لكن وزير العدل صرّح بأن “المنظمات السلفية في تزايد مستمر”.

وأوضحت الصحيفة ذاتها أن “الجماعات السلفية تنتشر في مختلف أنحاء بلجيكا، لاسيما داخل المدن الكبرى”، مضيفة أن السلطات الأمنية لاحظت الانتشار الواسع للرسائل ذات المحتوى المتشدد في جميع وسائط التواصل الاجتماعي، خصوصا “فيسبوك” و”واتساب” و”يوتيوب”، حيث يتم تداول هذه الرسائل عبر واحدة من ثلاث لغات أساسية هي الفرنسية والهولندية والإنجليزية.

وأبرزت السلطات البلجيكية أن “عددا كبيرا من المساجد يتلقى الدعم من طرف دول الخليج، التي تسعى إلى نشر رؤية أكثر تشددا حول الإسلام”، لافتة الانتباه إلى أن التمويل يتم بطريقة مباشرة في بعض الأحيان؛ أي عبر الدعم المادي، “مثلما كان الحال في المسجد الكبير ببروكسيل من طرف السعودية، من قبيل توزيع المصاحف بشكل مجاني، والمضامين التعليمية، وكذلك الدعاة، والهدايا، وغيرها”، يورد المصدر الإعلامي.

ولم تكشف الأجهزة الأمنية البلجيكية عن خريطة انتشار تلك المساجد والمراكز الدينية والمؤسسات التعليمية بعد، لاسيما التي تُموّل من قبل بعض دول الخارج، نتيجة ما أسمته بـ “حساسية الموضوع”، ولفسح المجال لإنهاء التحقيقات المستمرة من لدن الحكومة.

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة