Accueilالاولىهل تحول تهريب البشر الى صناعة في تونس

هل تحول تهريب البشر الى صناعة في تونس

تونس

أخبار تونس

اعلن أمس الاثنين 1ماي 2023 المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني، في بلاغ له الكشف عن ورشة معدة لصنع قوارب الهجرة غير النظامية في العامرة من ولاية صفاقس.

وأوضح أنه على إثر توفر معلومات لدى مركز الحرس الوطني بالعامرة مفادها تعمد شخصين أصيلي الجهة صنع القوارب البحرية والتفريط فيها بالبيع لإستغلالها في عمليات الهجرة غير النظامية وبإيلاء الموضوع الأهمية اللازمة داهمت خلال الليلة الفارطة دورية تابعة للوحدة المذكورة الورشة وإلقاء القبض على شخصين كما تم حجز داخلها معدات قص ولحام وخزان وقود معد لتزويد المحركات البحرية .

والكشف عن ورش صنع القوارب المعدة للهجرة غير النظمية أصبح أمرا مألوفا ويتم تداوله على مدار السنة ولا يهم جهة صفاقس فقط بل شهدت العديد من جهات الجمهورية أحداثا ممثالة بما في ذلك الضاحية الشمالية للعاصمة بمنطقة البحر الأزرق مما يؤكد ان ميدان الهجرة غير النظامية تحول الى صناعة قائمة الذات يستفيد منهما بارونات التهريب والوسطاء والحرفيون المتخصصون في صناعة هذه المراكب وكذلك أصحاب المنازل المعدة للكراء وعادة ما تكون قريبة من مواقع الانطلاق نحو المغامرة .

فهذه الصناعة تدر على أصحابها عشرات الملايين من الدينارات سنويا وتكفي عملية حسابية سريعة لنفهم أسباب تصاعد الأرقام المتعلقة بالهجرة غير النظامية او ” الحرقة ” كما يطلق عليها غالبية التونسيين .

فمن 1 جانفي إلى 13 أفريل 2023 فقط ، بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا 32321. في عام 2022 كان هناك 8،432 و 8،505 في عام 2021.

مما يعني انه خلال اقل من 4 اشهر حصد المهربون على مبلغ مالي صافي قيمتة 161.605.000 دينار

تم تأكيد تونس كأول دولة مغادرة للقوارب المحملة بالمهاجرين الذين ينزلون في إيطاليا عن طريق السفن بشكل غير نظامي قبل أيام قليلة من نهاية الربع الأول من عام 2023، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

في الواقع، تُظهر بيانات وزارة الداخلية التي حصلت عليها”نوفا” أن ما لا يقل عن 15537 مهاجرًا غير شرعيًا وصلوا على الساحل الإيطالي من تونس منذ بداية العام حتى 28 مارس، أي أكثر من 180 عملية هبوط يوميًا، بزيادة قدرها 920 بالمائة مقارنةً بعدد المهاجرين غير الشرعيين البالغ عددهم 1525 في نفس الفترة من العام الماضي، أي حوالي نصف 32101 وهي إجمالي عمليات تدفق المهاجرين من الطريق التونسي طوال عام 2022.

علاوة على ذلك، وفقًا للسلطات في تونس، اعترض خفر السواحل التونسي ما لا يقل عن 10200 مهاجرًا متجهين إلى إيطاليا منذ بداية عام 2023 حتى 20 مارس الجاري، ما يمثل حوالي ثلث أكثر من 30 ألف عملية إنقاذ / إعادة للمهاجرين في البحر من قبل خفر السواحل التونسي خلال عام 2022.

كما أن المسار الليبي آخذ في التسارع، حيث احتل المرتبة الثانية حيث وصل إلى 10628 مهاجرًا اعتبارًا من 28 مارس، أي بزيادة 152 بالمائة مقارنة بـ 4207 مهاجرًا في نفس الفترة من العام الماضي.

وغادر أكثر من نصف الوافدين الجدد من برقة، المنطقة الشرقية من ليبيا التي يسيطر عليها اللواء خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي المدعوم من قبل مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية، الاتجاه الذي تم أكده مؤخرًا لـ”نوفا” لورانس هارت، مدير مكتب التنسيق لمنطقة البحر الأبيض المتوسط في المنظمة الدولية للهجرة ورئيس البعثة في إيطاليا ومالطا.

وأشار هارت إلى أن “هناك أسباب مختلفة لهذه الزيادة. من الأمور ذات الأهمية الخاصة وقف الصيد الذي فرضته الحكومة الليبية في وقت معين من العام الماضي. وجد 99 بالمائة من الصيادين الليبيين أنفسهم عاطلين عن العمل وبدون موارد بين عشية وضحاها. بالإضافة إلى ذلك، لم يعد أصحاب السفن الليبيون يتمتعون بفرصة استخدام سفنهم، التي اشتراها المهربون أو المهربون بعد ذلك”.

وفي الأثناء علنت مصادر أمنية إيطالية، أنه تم صباح اليوم عند حدود تارفيزيو (مقاطعة فريولي فينيتسيا جوليا ـ شمال)، انهاء الفصل المتعلق باعتقال خامس المهربين المزعومين الذين تم تحديدهم كمسؤولين عن رحلة المهاجرين التي انتهت بالمذبحة التي وقعت قبالة سواحل كوترو في 26 فيفري وراح ضحيتها 92 شخصاً.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه “تم القبض على المواطن التركي البالغ من العمر 27 عامًا، والذي تم تحديده في الأيام التي أعقبت غرق السفينة، بفضل أنشطة التحقيق الفورية التي أجرتها فرقة كروتوني للعمليات المتحركة، وقسم العمليات البحرية بالشرطة المالية، في 7مارس قرب مدينة غراتس النمساوية، بفضل التعاون مع وحدة التدخل السريع (فرقة البحث النشط عن الهاربين) التابعة لخدمة تعاون الشرطة الدولية التابعة للمديرية المركزية للشرطة الجنائية التي نفذت مذكرة التوقيف الأوروبية الصادرة عن السلطة القضائية في كروتوني”.

 وقال قضاة يوم الثلاثاء إن إيطاليا ضبطت عصابة إجر 3000 يورو (3379 دولارا) على قارب سريع يمكنه العبور من تونس في أقل من أربع ساعات.

15 من المشتبه بهم في تهريب البشر والإتجار في السجائر المهربة  وكلهم إيطاليون لكن معظمهم مولودون في تونس.

ولقي نحو 12200 شخص حتفهم على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية أثناء محاو لتهم العبور. أما الذين كتبت لهم النجاة فقد أمضوا عدة أيام في البحر على متن مراكب إنقا ذ ثم جرى نقلهم عبر نظام الهجرة الرسمي في إيطاليا.

وبدلا من ذلك عرض المهربون على الراغبين في الوصول إلى أوروبا رحلة بحري ة آمنة عبر نحو 200 كيلومتر (124 ميلا) من البحر في أقل من أربع ساعات بهدف الوص ول دون أن يرصدهم أحد بالمرة.

وقال كبير ممثلي الادعاء في باليرمو فرانسيسكو لو فوي : لت أشخاصا ما كان يجب السماح لهم بدخول إيطاليا أو أوروبا ».

ولكن عادة ما يتداخل السياسي بالأمني في هذه القضايا فخلال نوفمبر 2022 ونشرت وسائل إعلام صورا لواحد من اخطر مهربي البشر في المنطقة وهو ليبي يدعى عبد الرحمان ميلاد وشهر بكنية الـ”البيدجا” وهو يشرف على اختبارات الطلبة الجدد المتقدمين إلى الأكاديمية البحرية بمنطقة جنزور في العاصمة طرابلس، وذلك بصفته “آمر معسكر الأكاديمية”.

ولكن لماذا هذه المفاجأة فالبيدجا أصدر في حقه مجلس الأمن الدولي وتحديدا في جوان 2018 عقوبات دولية تضمنت تجميد أرصدة وأصول ومنع من السفر ومذكرة جلب قضائية بحقه وثلاثة ليبيين اخرين، على خليفة ضلوعهم على نطاق واسع في أعمال الاتجار بالبشر وتهريب الوقود وكان ميلاد (30 عاما) الذي يحمل رتبة نقيب وشغل إمرة خفر السواحل بمدينة الزاوية غرب طرابلس التابعة للقوات البحرية الليبية، قد أوقف عن العمل وعُزل، عقب صدور عقوبات دولية بحقه ولكن بعد 4سنوات فقط من الاختفاء عاد من جديد ليتسلم أكبر مهمة رسمية في الأكاديمية البحرية في ليبيا .

كشف تحقيق اجراه مراسل فرانس 24 بتونس ووفقا لشهود عيان ممن شاركوا مباشرة في أكثر من عملية اجتياز حدود غير نظامية ان أسعار العملية تكلف صاحباها (5000 دينار حوالي 1500 يورو قارب متواضع إلى 15000 دينار حوالي 4500 يورو على متن زورق سريع) يقوده مهرب يزعم أنه يعرف كيف يعبر بـ”الحراقة” إلى بر الأمان.

فكل رحلة لها سعرها يقول منير صاحب الخبرة الطويلة في ايصال الحراقة الى ايطاليا “في بعض الأحيان أتقاضى 5000 دينار وفي بعض الأحيان أكثر 7000 أو 8000 دينار. أما الرحلة الأخيرة التي قمت بها، فجنيت مبلغا يقارب 15000 دينار، مبلغ كبير لم أكن أحلم به إطلاقا في حياتي ولا يمكن أن أحصل عليه حتى ولو اشتغلت طيلة حياتي عملا آخر هنا”.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة