Accueilتحليلعملية القصرين الارهابية : الرسالة وصلت

عملية القصرين الارهابية : الرسالة وصلت

العملية الارهابية التي شهدها حي النور بالقصرين ليلة أمس الثلاثاء   واستهدفت منزل عائلة  وزير الداخلية لطفي بن جدو هي علامة فارقة  على أننا نعيش الربع الساعة الاخير من الموجات الارهابية التي تشهدها بلادنا منذ أكثر من سنة  .خاصة وان الوضع في ليبيا سيشهد تطورا خلال ال48 ساعة القادمة في ضل دفع الولايات المتحدة باحد بوارجها الحربية  نحو  المياه المحاذية للحدود البحرية الليبية ودعوة الخارجية الامريكية لرعاياها بمغادرة التراب الليبي فورا وكذلك مغادرة العديد من السفراء الاراضي الليبية على عجل

على ما أعتقد فان  عملية القصرين  لا يمكن فصلها عن ما يدور في ليبيا من تطورت على الميدان  ان التعاون بين هذه التنظيمات ضمن االمثلث  الارهابي الجديد الذي اصبح يضم تونس ولبيا والجزائر  وان التسميات التي تطلقها هذه المجموعات على نفسها ليست الا ذر رماد على العيون انها التنظيمات نفسها التي تلتقي قياداتها في مدينة درنة  اساسا  وان رأس الحربة هو واحد ويؤتمر بأمرة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري

فالعملية التي ذهب ضحيتها أربعة من رجالات الأمن كانوا مكلفين بحراسة  منزل عائلة بن جدوا نفذها عشرة ارهابيين بدم بارد وفي منطقة لا تبعد الابضعة امتار عن مركز للحرس الوطني بالجهة  كما انها جاءت بعد اعترافات لاخر مجموعة ارهابية تم القبض عليها تباعا الاسبوع الماضي وقد اعترف عدد منهم انه لديهم مخططات لاستهداف قيادات امنية  ومن بينها وزير الداخلية شخصيا . ولكن على ما يبدو ومن خلال ردة الفعل المتأخرة من قبل القوات الامنية  اذ لم يقع ايقاف اي واحد من المجموعة التي استخدمت سيارة رباعية الدفع  من نوع ديماكس  فان الجاهزية الامنية لقواتنا يشوبها خلل ما

اذ كيف تتمكن مجموعة من عشرة أشخاص التحرك وبكل سهولة في منطقة محاذية للمنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي وجبل السلوم  دون مساعدة من مجموعات داخل المدينة

والأكثر من هذا كله فان العملية هدفها أيضا ارباك المؤسسة الأمنية وتحمل رسالة واضحة المعالم

اذ تقول في طياتها وبشكل مباشر ان وزير الداخلية شخصيا ليس في مأمن من عملياتنا وانه عاجز حتى على حماية عائلته

كما ان العملية جاءت في وقت رفعت فيه الحكومة التونسية وعبر رئيسها السيد مهدي جمعة تحديا للمجموعات الارهابية الذي كرر في اكثر من مناسبة اننا نسيطر على الوضع وأننا أصبحنا نذهب لاوكار الارهاب ولن ننتظره حتى يأتينا 

الرسالة وصلت وعلى الأمنيين كما السياسيين أن يرصوا صفوفهم استعدادا للمواجهة الأخيرة وأن يسرعوا في انجاز الانتخابات خاصة وان هذه المجموعات التي سعت الى افشال المسار الديموقراطي في تونس فشلت في مسعاها وهاهي اليوم تسعى الى اعادة عقارب الساعة الى النقطة الصفر

جمال العرفاوي

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة