يبدو ان المدير التنفيذي لحركة نداء تونس بدأ يفقد السيطرة على الحزب الذي بدأ يتفكك بسرعة غير متوقعة ولم يقتصر الأمر على الكتلة النيابية فقط بل انتقلت عدوى الاحتجاجات والاستقالات الى التنسيقيات الجهوية وكذلك المجالس البلدية
وبالأمس كانت دعوة أنس حطاب المحسوبة على شق نجل الرئيس واضحة جدا وهي عبارة على صرخة استغاثة قبل انهيار المعبد على الجميع اذ دعت صراحة المدير التنفيذي الى التنحي جانبا وانقاذ ما يمكن انقاذه
واليوم ذهبت النائبة المنسحبة من كتلة نداء تونس هدى سليم الى ابعد من ذلك متهمة الرئيس المؤسس بدعم ابنه على حساب الحزب والدولة لتفول مذكرة ” وبالفعل رغم كل الطلبات و الترجيات التى بلغته اي رئيس الجمهورية بجبر ابنه على التنحي و إعادة هيكلة الحزب بشكل ديمقراطي يليق بالمرحلة السياسية الجديدة التى تعيشها البلاد، تعنت و رفظ بشدة. و ترك أمام عينيه ابنه و زمرة من العابثين يلعبون بمصير الحزب و العباد. ”
والاهم من ذلك حتى محاولات ملء الفراغ داخل كتلة نداء تونس بضم نواب من حركة مشروع تونس اصطدمت هي الاخرى بحاجز حافظ قائد السبسي اذ اكد عدد من نواب كتلة الحرة انهم لن يعودوا لنداء تونس مع تواصل الاسباب التي دفعتهم للخروج منه في وقت سابق
وبالأمس نفى الناطق الرسمي باسم حركة مشروع تونس حسونة الناصفي بشدّة الأنباء التي تتحدث عن امكانية توحد المشروع مع النداء. وقال الناصفي في حوار مع جريدة المغرب اليوم: موقفنا واضح ولا تراجع عنه.. لن نتوحد تحت قيادة حافظ قايد السبسي باعتباره جزء من المشكل وليس الحلّ.
ورغم وجود حوار بين الحزبين في الأسابيع الماضية فإنها لم تثمر أي تطور لا في فكرة التوحيد ولا في تكوين جبهة برلمانية. يضيف الناصفي: لم نتوفق في الوصول الى هذا الهدف الى حدّ الآن وقد لا نصل لذلك في حقيقة الأمر لعدم توفّر الأرضية..وهي بقاء عناصر الأزمة التي أدت بنا الى هذا الوضع وتشبثها بنفس الموقع وهذا لا يمكن ان نقبله خاصة أنها كانت قناعة تامة لدى الجميع دون استثناء بضرورة تحييد المدير التنفيذي للنداء عن المشهد السياسي ويبدو انه رافض لهذا الخيار وبالتالي رافض لكل النوايا الصادقة في التجميع والتوحيد. ”
واليوم يجتمع ما تبقى من كتلة نداء تونس في اجتماع عاجل لبحث تسارع الاستقالات من الكتلة ويبدو جليا حسب غالبية المراقبين ان القطار قد انطلق ولا يمكن باي حال من الاحوال اعادته الى الوراء . وان نجل الرئيس يلعب الان في الوقت الضائع .
يقول الحكماء …الألقاب ليست سوى وسام للحمقى والرجال العظام ليسوا بحاجة لغير اسمهم.