أعلنت الوزارة الاتحادية للبيئة (DETEC) يوم الأحد أنها أبرمت اتفاقات مع تونس والشيلي لتسجيل تخفيضاتها في انبعاثات الغازات الدفيئة. تعتبر هذه الاتفاقيات غير عادلة من قبل بعض المنظمات غير الحكومية البيئية وفق الاذاعة السويسرية .
وقع وزير البيئة ألبرت روستي اتفاقيتين ثنائيتين لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مع تشيلي وتونس يوم السبت خلال مؤتمر المناخ العالمي (COP28) في دبي.
تتيح هذه الاتفاقيات خفض الانبعاثات في شيلي وتونس، بينما تستطيع سويسرا حساب الانبعاثات التي تم توفيرها في ميزانيتها العمومية.
يتعرض هذا النوع من الاتفاقيات الدولية لانتقادات شديدة من قبل بعض المنظمات غير الحكومية البيئية.
وهم يعتقدون في الواقع أن سويسرا تستغل ثروتها لتدفع للدول الفقيرة حتى تقوم بالجهود التي ترفض هي القيام بها على أراضيها.
وسبق أن سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على سويسرا بشأن هذه القضية في عام 2022.
ثم تساءلت الصحيفة الأمريكية عما إذا كانت هذه الآلية “عادلة” حقا، وخشيت من أن يشجع النموذج السويسري الدول الغنية الأخرى على الاستمرار في التلويث بينما تدفع للدول الأخرى لحساب تخفيضات انبعاثاتها نيابة عنها.
ويستفيد الطرفان من هذه الاتفاقيات الثنائية، حسبما كتبت الوزارة الفيدرالية للبيئة والنقل والطاقة والاتصالات (DETEC) في بيان لها يوم الأحد. وقال ألبرت روستي لـ SRF إن انخفاض ثاني أكسيد الكربون لا يلعب أي دور في المناخ. وبوجود مثل هذه المشاريع في الخارج، يتم تقليل الانبعاثات بسرعة أكبر مقارنة بالإجراءات الإضافية الصعبة والمكلفة في سويسرا، حسبما قال عضو المجلس الفيدرالي للاتحاد الديمقراطي المسيحي.
خلال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في دبي، تم إعداد تقييم مؤقت للتقدم المحرز في تنفيذ اتفاق باريس. ووفقاً لمعلوماتها الخاصة، فإن سويسرا ملتزمة في هذه المناسبة بضمان مشاركة جميع البلدان بشكل عادل في تمويل الأضرار المناخية في البلدان الفقيرة.
من الأقوال إلى الأفعال
ووفقا لـ لاذاعة SRF، ذهب ألبرت روستي إلى دبي بهدفين: أراد إظهار كل ما أنجزته سويسرا بالفعل، وتوضيح أن التمويل المشترك كان متوقعا من البلدان ذات الانبعاثات العالية. وأضاف وزير البيئة السويسري أنه لن يصدر حتى الآن حظرا في سويسرا، مثل “التسخين بالزيت” على سبيل المثال.
في الجلسة العامة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، أعلن ألبرت روستي أنه يتعين علينا إيجاد طريقة للتخلص من دعم الوقود الأحفوري. فيما يتعلق بـ SRF، برر رئيس DETEC القرار الأخير للمجلس الفيدرالي بمواصلة دعم الديزل والبنزين للمزارعين ومشغلي مصاعد التزلج. وقال إن الضرائب الإضافية ستضع عبئا أكبر على المتضررين، بحيث لن يكون لديهم المال لبناء منشآت الطاقة الشمسية على سبيل المثال.
وفي إطار اجتماع مؤتمر الأطراف عدد 28 في ندوة الأمم المتحدة حول التقلبات المناخية (مؤتمر الأطراف 28) الذي انعقد من 30 نوفمبر2023 إلى غاية 12 ديسمبر 2023 في دبي، وقعت سويسرا وتونس يوم السبت 9 ديسمبر اتفاق يخلق الشروط الإطارية التي تسمح للقطاع السويسري الخاص بتمويل مشاريع تخفيض ملموسة لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في تونس. وقّع المستشار الفيدرالي ورئيس القسم الفيدرالي للبيئة ووسائل النقل والطاقة والتواصل “ألبار روستي” ووزيرة البيئة “ليلى الشيخاوي” اتفاق باسم سويسرا وتونس.
ويجسد الاتفاق الثنائي المبرم اليوم بين سويسرا وتونس هذه الفرصة بوضع شروط للدعم المالي السويسري لمشاريع إزالة الكربون في تونس. قال سفير سويسرا بتونس “جوزاف رينغلي” بمناسبة توقيع هذا الاتفاق الثنائي الجديد: “يجسد توقيع الاتفاق الثنائي الالتزامات الدولية بين سويسرا وتونس فيما يتعلق بمكافحة التغيير المناخي. تعمل الدولتان بصفة مشتركة على التخفيض في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مع تقوية علاقاتهما الثنائية العميقة